بقلم الشاعر /حسام الدين صبري

ارحَل 
___________________________________
        أنَا لا أعرفُ
مَا الذي يُكتبُ فِي الرِثَاء
وحِينَ مَوت القَلب أينَ
   أينَ يَكُونُ العَزَاء؟
       أفِي الليلِ 
حَيثُ الذِكرَيَاتِ والندمِ
      امْ في النهَارِ 
   اُنْعِي الشَمسَ الغَرَاء
رُبمَا لأنَني اعتَدتُ الفَقدَ 
مَاعادَ يَستَهوِيني البُكَاء
 فَمَا ٱنْزِلَ بِالقَلبِ وجَعاً
 أشَدَّ مِنْ مَوتِ الأحيَاء
لَنْ تَجرِي دمُوعِي أمَامكَ
     واحسَب مَاشِئت   
قُلْ صمُوداً قُلْ كِبرِيَاء
         لِمَ تنظرُ لِعَيني 
وتَغُضُ الطَرفَ عَن بَقِيةِ 
        الأشيَاء
إن كانَ الدَمعُ عُنوان الحُزنِ
   فَالقَلبُ مَوطِنُ الشقَاء
إنْ كَانتُ دمُوعِي سَتُثنِيك
          فَالأولَى 
 صَرخةٌ مَزَقتِ الأحشَاء
لاشَيءَ يَقتُلُ فِيكَ الجحُود
أنتَ فقط تُحِبُ دمُوعي تَبقَى
في الرحِيلِ كَما كَانت في اللقَاء
يَامَنْ عِشت العُمرَ في دمُوعِي 
        أدموعُ اليَومَ
أدموعُ اليَومَ تُوقِظُ فيكَ الوفَاء
إنْ كَانت دمُوعِي وشَكوَتِي 
تَزرَعُ وِداً بَينَنا فَأنَا لِصَمتي
  ولِعِزَتِي شَديدُ الانتِمَاء
فَالصَرحُ الذِي يُبنَى بِغَيرِ عِزةٍ
    ارتفَاعَهُ وهمٌ وهبَاء
إنْ كَانَ انكسَارِي هوَ الذِي
     يُحيي الهوى
فَإني أعلَنتُ مَوتَكِ وللهِ
     وللهِ وحدَهُ البَقَاء 
مَوتُ الطَيرِ يَاجَاهِل لاَيَعنِي
    أبداً غَضبُ السمَاء
وقَتلُ الشَمسِ عَمداً لاَيَعنِي
  انتِصَارَ الظُلمَةِ السودَاء
ارحَلْ ارحَلْ بِضَعفِكَ وخَوفِكَ
   أنَا مُدُني بِهَا العَواصِفُ
والرياحُ والصوَاعِقُ لاَ يَسكُنُهَا
           الضُعفَاء
كُلُ مَوَاسِمِي جَلدٌ وألَمٌ ومَاكُنتَ
   لي يوماً مِسحَةُ الشِفَاء
تَظُنُنِي مُنكَسِراً ومهزُوماً لِأنكَ
لاَتعرفُ أنَني منَ الجُرحِ أصنعُ
     أصنَعُ ألفَ دوَاء
لا َتَظنْ فَاالظَنُ أنَّ الرِبحَ
     سَتَهدِمُ جَبلاً
   مِنَ البلاَهةِ والغبَاء
ارحَلْ ارحَلْ ولا تَنتَظِرَ أنَنِي
      سَأعلِنُ الحِدَاد 
 فَمَوتُ الحَيِّ لاَيُقَامُ لهُ عزَاء
        •••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
    حسام الدين صبري/

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر / حسن علي النشار

بقلم الشاعر/أيمن الصاوي

بقلم الأديب الشاعر/د. الشريف حسن ذياب الخطيب