بقلم الشاعر/د. جاسم ثعلبي الحساني

أين الوفاء
أتيتكَ بشوقٍ و عطش
و قلبي لحبّكَ إنفرش و إندهش
و تحمّلتَ بُعد الطريق
و خطورت السياقة بين الجبال و التلال
و شدّت الحرارت و إحتمال الحريق
حملت قلبي هدية لك بكف يدي
و أود أسابق الحافلة و اترك القافلة
و تمنّيت وصالي لك برمش عين
و إزدادت نبضات قلبي المسكين
و كل أعضائي لروئيتكَ مشتاقين و فرحين
و اتصوّر اللقاء
 و كيف نتبادل بكلمات الحب و الصفاء
عند لحظة الملتقي
ولكنَّ يا أسفا 
وصلت و كانّي غريب و لم أتسمّي بحبيب
و كأنّي بضاعة معروضة للبيع في اليانصيب
و لم أري منكَ حُسن الإستقبال و الطيب
يا عجبا!
أين ذهبت نغمات غرامكَ ؟
و أين إندفنت بسمات كلامكَ ؟
و أين إنفنت نفحات سلامكَ ؟
هل قبرت حبّنا و نسيت ؟
و هل بجمال غيري تفرعنت و إبتليت و تهنّيت ؟
ويلٌ لك لقد عزفت بطور الفراق
و تكلّلت بثوب البرّاق
و بمرارة نظرتكَ أنعاق
ويلك يا ساحر و يا محتل
لقد كشفَ غدركَ الأمل
و سياسة جلبك للعاشقين لقضاء العمل
يا أسفا!
و لماذا لروئيتكَ حنّيت و لديارك لفيت ؟
و لماذا سافرتَ لزيارتكَ و أنهديت ؟
أنا أمدَ حبل الوصال
و أنت تقطع طريق النضال و تعقد الحبال
و تترك طريق الرصيف و تتسلق علي الجبال
و إعلم يا رفيقي
التخريب أسهل من العمار
فأنّي لا أحاربكَ و لا أجبركَ 
لكسب الود و لقمة الحلال
و إعتمادي و يقيني بربّي هو من يصنع الأمال
و أعلم ، هو من يوفّقني علي طمس مكركَ 
و فكركَ البائس و شرّكَ
و يطرد عنّي صعوبة البلاء و الفراق
و بعد ذلك أذكّركَ و اكرر لك 
فهذا هو النقاء يفصل الطمع من الهوي
إسمعني يا قاهرني لا تهددني بالجفاء
لأنّي من الان و الي الأبد من مزارك جفيت و نصبت العزاء
و كتبت علي خيمة الوافدين في لافتة سوداء أين الوفاء؟
جــاسم ثـعلبــي الـحسّـاني (د. جـاسـم محمّــد الــحسّاني)
23/02/ 1445 -18/06/1402 -09/09/2023

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر / حسن علي النشار

بقلم الشاعر/أيمن الصاوي

بقلم الأديب الشاعر/د. الشريف حسن ذياب الخطيب