بقلم الأديب /د. عوض العقلة الزعبي
"استغاثة جريح"
ويح نفسي أنا لا أبكي على جراحي
بل على بني قومي فالكل ذباّحي
كلٌ رمى سيفه ولم يذد عني
بحمية الشقيق وأبقاني للرماحِ
يا عين هلِّي بدمعك على عروبة
أدارت ظهرها عني فما يُجدي نواحي
مال النخوة ماتت بصدوركم
وترون جثامين قومكم بكل ساحِ
فهذا شيخاً يبكي قلة حيلته
وذاك يحمل طفله الصريع على الراحِ
واعرباه ووإسلاماه صيحات ملأت
فضائيات الكون وأنتم نيام ولا أحد صاحِ
عجباً أرى الحانات وقد امتلأت
ببواسل المجون تنادي النادل إلي بأقداحي
وأشلاء أطفال غزة متناثرة
ومواليد الخدّج تقضي بكل ناحِ
اجتمع قادتنا وتوسمنا بهم الخير
قرارهم بفك الحصار أضحى بأدراج الرياحِ
بيوت الله ودور الرعاية هدمت
فلا طعام يؤكل ولا شربة من ماء قراحِ
هي حرب لا تكافؤ بها أبداً
تحرق الأخضر واليابس ليست بمزاحِ
اختفى الحياء مالكم تناظرونا
وصمت الكلام لردع العدو بكل صباحِ
لا الشجب والإستنكار والإدانة تجدي
إلا بأفعال على الأرض تكون سعدي وارتياحي
أين النخوة لدموع الحرائر تذرفها دماً
حسرة على الخذلان من كل النواحي
أبقونا على الإستدامة مما منّ الله عليكم
وسترون فلول القوم من الطعان والجراحِ
فلا بأس فإن بواسلنا برغم الحاجة
تهزم العدى وتجعل قتلاهم كمرداحِ
فإذا بكت الرجال فليس بعيب
بل من الرجولة وغلّ لإطلاق سراحي
لأضرب حصون من استباح الحمى
ليفرون ذعراً من هول كفاحي
أبشري يا ف ل س ط ي ن نا بنصر مؤزر
فمن يستطيع بعدها كبح جماحي
تتلاقى غ زة با ل ق د س بفرح غامر
للصلاة بالأقصى
فشكراً لله لنجاحي .
بقلمي د.عوض الزعبي.
تعليقات
إرسال تعليق