بقلم الأديب الشاعر/ماهر محمد ال حائك

إنك امرأة 
غطى جمالها الكبرياء
إنك ضوء فجر
 نقشت علم بلدي 
 على ضفائرها
وغسلت جُرحها 
بماء تاريخ مدينتي 
قوية 
القمر ينحني 
يضيء الطريق 
ليمحو حزنها 
تجتاز خطوط الألم 
يتحول الجُرح ناراً 
يهتف قلبي ليكتب القلم 
عن امرأة حاربت الهزائم
دمَّر الغزاة جمالها
إنك امرأة
ارتدت أسورة من نار
في معصميها 
ينضح من وجنتيها 
حقد الويلات 
إنك امرأة 
تحملت ظلم سنوات
لا تبالِ الوحل والطين
تبللت بماء المطر قدماها 
والرعد يضرب جسدها 
ليضيء سر حزنها 
إنك امرأة 
عشقت القهر 
ولا تكترث لنوائبها 
هزلت أيامها 
باردة صاخبة
حُرِمَت من كل الأشياء 
ولم يعد وجود لأمانها 
إنك امرأة 
عاشت في كوخها 
ارتدت معطفها
تهاجر عند ازدياد ظلمها 
تبحر فوق الغيوم 
لتمسك الخارطة بيدها 
وتجوب عالمها 
بحثاً عن مأواها 
إنك امرأة 
أقفلت أبوابها 
وحملت متاعها 
لتغادر مآسيها 
و تترك أحزانها
إنك إمرأة 
تعشق ماضيها 
تعود الى المدينة 
حلمتُ بلقائها
كان متأخراً وصولها 
وجدتني وحيداً ينتظرها
الأحزان ملئت قلبي 
متعلقاً بأيام مضت 
وذكريات مهزومة 
عن خراب مدينة معمورة 
تنكسر الروح والقلب 
معاتبة بكلمات 
مختبئة في سطور ضائعة 
توقظ زخات العتب 
محملة بتنهيدة إشتياق
إنك امرأة 
طرقت أبواب الحب 
غير قابلة للفتح 
تقتفي آثار الأحلام 
مارد متمرد 
يسعر نار القلب 
ثم يمضي 
يصطلي العذابات
ووجع سنوات الصمت 
وضياع الأهل والوطن
الحنين يوقد الشموع 
لتمطر كلماتي دموعاً
تفجر من شفتيك 
حروف الشعر 
هجاء للمدمر الغاصب 
المبلل بطحالب الزيف 
إنك امرأة 
قطفت خيوط النجم 
لتنسج معطفها
تنقش على صدرها 
أناشيد النصر 
تشرق ألوان الفرح 
وتزهر الأرض حاملة راياتها
ماهر محمد آل الحائك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر / حسن علي النشار

بقلم الشاعر/أيمن الصاوي

بقلم الأديب الشاعر/د. الشريف حسن ذياب الخطيب