بقلم الأديبة الشاعرة /فرح شوقي

** انتهى عصرك **

.

انتهى عصرك ..

لك ان تمضغ الوقت

يا رفيقي ..

فأنا لن اجبرك يوماً

على الكذب والادعاء ..

ولم اطالبك بالبقـاء

ولم اطلب شغف

المتلهف للحب واللقـاء ..

لست تحت الاجبار يا هذا

ان تصوغ الكلمات ..

ان تبرع عينيك في احاديث

الصباح وهمهمة المساءات ..

لا تهدني قبــلات بطعم

شفاه نساء اخريات ..

لا تضمني إلى صدرك

وهو عالق فيه بقايا عطر

السابقات ..

لا تدعي الحب ..

لا تدعي البكاء ..

لا تعتصر جثة الكلمات ..

.

انتهى عصرك ..

الهوى في روحي يرفض

المشاركة ....

الموت فوق سطري

لا يواري الخيانـة ..

هنا يا سيد الكلمات افئـدة

متساقطة ..

متناحرة ..

تلك الحقيقة لا ..

لا تطمرها ..

فلا تقذف مواكبي بالاتهامات

من قاع الملذات ..

لا تتكئ على رأس السؤال

وتفتعل البلاهة والدلال .

عليك بالاتكال ..

ولا سماعك والســلام ...

كذوب قلبك واللسـان ..

ما عدت اصدق فيك الامتثال ..

ما عدت اهتم بسقوط نجم

عن صدر السماء ..

.

انتهى عصرك ..

ولم اسرق ثمـار الغير

انا لم افجر نواة الأرض

ولم اتعسف هجرة القصيدة

فالقلوب البريئة لا تشعل

من اصابع الزمان مدفأه ..

والقصائد العاشقة لا تجوب

مرافئ الروح و اوارها عذاب

.

انتهى عصرك ..

ايها النبيل الذي يدعي البرود

الذي يتجاهل ما طرح بي

من ندوب ..

ايها اللعوب الكذوب ..

انا لم اطالبك بقتل يأجوج

ومأجوج ..

بل طلبت قتل ما بك من

عيوب ..

فلم تستطيع يوماً رواء

زهرة الصدق ..

..

كيف استطعت طمر قلبي

في سوق النخاسة بلا ضمير..

.

انتهى عصرك ..

ايها المسافر بين احضان

الحسناوات ..

المتقلب على جمر الشهوات ..

يا رجلا تعشق دنيا الملذات ..

والجمال لا يستمر ..

الباقيات .. الصالحات

هن الفائزات ..

ايها المسافر عبر المجرات ..

ما بين القمر و الشمس

وغبار كوني على النجمات ..

تمتطي خيل من كلمات

وتهرول بين شقوق وجبال

اللغات ..

والنغمــات ..

انتهى عصرك ..

انتهى عصرك ..

ان طلاسم الرحيل تسرع

تراتيلها ..

ان مشاجب صيدك اعتنقت

الفكاك .

انا لا اتعجل انفطار سماءك

ولا اتعجل تساقط كواكبك

ولا اتعجل انفجار بحارك ..

انا فقط اعلنك يا سيدي

اني بت اعلمك حق العلم ..

لقد احرقت انت سفني

حتى لا اعود إليك ..

فرح شوقي