بقلم الأديب الشاعر /معز ماني

** عن التيه **

سنوات التيه ... 

يا وجع السؤال

أين المدى؟ ..

وأين وجه الاحتمال ؟

تمضي بلا خطى

كأن الزمان تعثر 

وضل المدى

أبحث عني 

في مرايا العمر

فلا أرى إلا وجها 

غابت ملامحه صدى ..

رسمت أحلاما

على رمال الشوق

فجاءت ريح اليأس 

تلقيها في الغسق

كم مشيت خلف 

وهم الضوء

لأجد الليل 

يمتد في الأفق ..

مررت بأودية 

شاحبة الملامح

لا نور فيها 

ولا ظل لصباح

كل ما فيها .. 

حكايات مكسورة

وأصداء روح 

تتلوى في جراح ..

أيا سنوات التيه 

أما آن الرحيل ؟ ..

أما آن للصبر أن يقطف 

حصاد المستحيل ؟ ..

فقد تعلمت منك 

أن الألم مدرسة ..

وأن الانكسار 

يولد منه ألف جيل ..

لا يولد النور 

إلا من الحطام

وفي قلب كل حلم 

هناك ألف سلام ..

اليوم أغلق 

أبوابك خلفي

وأمضي نحو الغد

بجسارة قلبي

فما عاد التيه يربكني

وما عادت الريح 

تخيف أشرعتي ..

سأزرع .. 

في صحرائك زهرا

وأضيء .. 

في ظلمائك قمرا

فقد صرت 

أقوى مما كنت

ولم يعد للألم 

في روحي مقرا ..

سنولد من الألم 

مجدا لا يزول

وسنبني في القلوب 

أملا يطول ..

فلا تسألوا عن النهاية 

في بداية الكتاب

فكل سؤال يحمل

في طياته الجواب ...

                              بقلمي : معز ماني