بقلم الأديب /تيسير المغاصبه

(في عتمة الحافلة )
   سلسلة قصصية 
         بقلم:
    تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
       " مابعد الموت"
        
            السجين 
               -٢-
               
أزحت ستارة السرير لأجدها مستغرقة في النوم ،فتذكرت ماحدث قبل قليل ،تأملتها جيدا ؛أنها فتاتي الريبوتية "شوزي ".
قرع جرس غرفة سجني ،من خلال المايكروفون جاء صوت يقول :
-حان موعد إفطارك ياسيدي الأمير ،أاستطيع إدخاله لك؟
قمت بفتح الباب، دخل الجندي وهو يجر عربة الطعام المتميز ،الشاي والحليب والكعك وخبز التوست المحمص ،ومكعبات الزبدة والعسل ،والمربي والجبن. 
إنحنى الجندي وقال بأدب واحترام وتبجيل:
-أسعد الله صباحك ياسيدي الأمير؟
قلت له في تعال وشموخ ودون أن أنظر إليه:
-حسنا ضع كل شيء على الطاولة ؟
بدأ في نقل الطعام من العربة إلى الطاولة، ثم أشعل الشموع ،وقبل أن يغادر قال :
-أتأمرني بشيء آخر ياسيدي الأمير ؟
وبحركة من يدي طلبت منه الخروج، 
قمت بتشغيل الموسيقى الهادئة ،وجلست أتناول طعام الإفطار. 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
قلت لطيفي الصغير :
-ماذا يعني سجن خمس نجوم ،وأمير ..و..و؟
ضحك طيفي الطفل وقال :
-لماذا طلبت مني العودة قبل أن تعلم،ولماذا لم تنتظر حتى تعرف ذلك بنفسك ؟
-أنه الفضول يا..أنا.
-هههههه حسنا ،سأخبرك ،أنت أمير قاد نصف الجيش المؤيد له في ثورة للمطالبة بالانفصال؟
-نعم ..نعم يريد دولة مستقلة .
-هذا صحيح ؟
-حقا أن العز له فتنة.
-والأن هلا عدنا إلى هناك ؟
-حسنا ..إلى هناك .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بعد خروج فتيات المساج من غرفة سجني ،إتصل بي الأمير ؛حاكم الدولة "أخي"وقال :
-أيمكنني الدخول ياأخي؟
فتحت له الباب..دخل ،وقبل أن يتحدث بادرته بقولي:
-أرجو عدم التحدث في أمر الانفصال ،فأنا لن اتنازل عن قرار الانفصال وتنصيبي أميرا رسميا على جزيرة المرجان التي أهداني أياها أبي قبل وفاته؟
-لكن هذه الجزيرة تشكل ثلث الإمارة ياأخي. 
-أنت تعلم بأنها وصية ألاب ؟
-الأب الآن غير موجود ..ثم أنا لم أحضر إليك لسماع ذلك الحديث .
-وأنا لايوجد لدي حديث أخر..كما أنني لم أطلب منك الحضور ؟
-هلا تسمع عرضي الأخير.
-................... .
-مارأيك بأن تصبح وليا للعهد ،ومتى مامت حينها ستصبح أنت أميرا للدولة بأكملها ؟
-هههههه أضحكتني كثيرا في وقت لاأرغب فيه بالضحك ..لن أصدق ذلك القول.. فأبنك على وشك البلوغ ولابد أن تقوم بتنصيبه هو وليا للعهد ..ثم ولنفترض أني قبلت ،أليس من الممكن أن أمت أنا قبلك.
نهض الحاكم واستعد للمغادرة ،وقبل أن يستدير قال بلهجة التهديد:
-أذن أنت لم تترك لي خيارا أخر ،ههههه وللعلم أن نصف من يؤيدونك من الجنود أصبحوا في السجون والنصف الأخر تحت التراب ؟
-بأمكانك أن تقتلني أنا أيضا إن أردت.
-لكن إن لم تعلن إيقاف حركة التمرد فسوف تتسبب بإزهاق الكثير من الأرواح ياأخي؟
-نحن مستمرون حتى النهاية.
-لكن لاأظن بأن النهاية ستكون مرضية بالنسبة لك ياأخي؟
-أريد أن أنم ..فإن هذا هو موعد نومي .
إبتسم الحاكم واستدار مغادرا.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أفقت من سفر روحي الطويل ،نظرت إلى طيفي ،إبتسم وقال:
-لماذا لم تتابع حتى النهاية كما قلت على الأقل لتعلم ماذا جرى لك؟
-الأن لاأود معرفة ذلك ،لأني أكاد أعلم ماهي النهاية ،أنها فتنة السلطة والكرسي ،والقوة ،وأنه سيتبع أي وسيلة للخلاص مني ؟
-أظنك تقصد بالنهاية؛ الموت .
-نعم.
-لكن ..أنت الآن ميت ..وبما أنك ميت في الحقيقة ،فلماذا لم تنتظر إلى تلك النهاية؟
-أنا ميت الأن .
-بكل تأكيد ..وإلا كيف أستطيع أن أكلمك من مقعدي هذا ،أن كلانا واحد ،فأنا الروحك وأنت الجسد؟
فأغمضت عيني من جديد.

          (إنتهت القصة )
         وإلى قصة أخرى 

تيسيرالمغاصبه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر / حسن علي النشار

بقلم الأديب الشاعر/د. الشريف حسن ذياب الخطيب

بقلم الأديب الشاعر /محمود عمر ابو فراس