بقلم الأديب الشاعر /احمد ابو الحسن

البدرُ بيك يكتمل، يا سيدي يا رسولَ الله

يا رحمةً للكون جاءت، يا منتهى كلِّ الرجا

نورُ النبوَّة في جبينك، كالشمسِ يشرقُ في الدُّنا

والحبُّ منك لنا حياةٌ، والعفوُ منك لنا سَنا

يا سيدي يا خيرَ خلقٍ، يا رحمةً للعالمين

قد جئتَ بالحقِّ المبينِ، فأنرتَ دربَ التائهين

طهرتَ قلبَ الأرضِ حتى، فاضتْ بمائكَ كالندى

ومحوتَ ظُلمَ الليلِ حتى، أضحى الهدى فينا الفدا

نادى المنادي في البرايا، جاء الحبيبُ المصطفى

فاهتزَّتِ الأكوانُ شوقًا، وسَما السَّما وتألَّفا

كلُّ الجوارحِ قد تهادتْ، نحوَ الحبيبِ المستجاب

حتى الجبالُ له تواضعْ، حبًا له ملءَ التراب

والكونُ يشهدُ أنَّ نورَك، قد فاقَ إشراقَ القمر

والبدرُ بيكَ تجلَّى ضوؤهُ، يا منبعَ الفخرِ الأكبر

يا من أتيتَ لنا سلامًا، فاستبشرتْ فيكَ القلوب

في كلِّ حرفٍ من هُداكَ، الخيرُ مزدانٌ يطيب

يا من ببعثتِهِ هدانا، ربِّي وأكرمَنا بنور

لولاكَ كنَّا في ضلالة، والجهلُ يفتكُ بالظهور

فاقَتْ صفاتُكَ كلَّ وصفٍ، والخلقُ منك عظيمُ شان

يا مَن حباكَ اللهُ فضلًا، وعليكَ أنزلَ ما يُصان

بالمؤمنينَ رؤوفُ قلبٍ، دوماً رحيمٌ في الديار

يا من حملتَ الحبَّ دِينًا، وعفوتَ عن ظلمِ الصغار

يا سيِّدَ الساداتِ عذرًا، قد يعجزُ المدحُ الجليل

فالكلمُ فيكَ يذوبُ حبًّا، والروحُ تشتاقُ الدليل

صلى عليكَ اللهُ دومًا، ما أشرقتْ شمسُ الضحى

يا من بذكركَ نستقيمُ، ونرتقي نحوَ العُلا

                               #شعر_احمدابوحسن