بقلم الأديب /تيسير المغاصبه
(في عتمة الحافلة )
سلسلة قصصية
بقلم:
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
"مابعد الموت "
أنا وأنت
-١-
كانت الحافلة تسير مع ليل المطر المظلم،تسير في تمهل كما وأنها جسد قد أصابه الوهن ،كان صوت محركاتها أشبه بصوت الأنين الخافت.
فحين تشتد العواصف وحين آخر تهدأ لتخفيف طرقات المطر فوق سقفها ونوافذها . فتبدو كما وأنها باخرة أشباح واقفة في عرض البحر.
قالت وهي لاتزال تداعب أزرة قميصي بأصابعها:
-عموما ياعزيزي الآن لاينفع العتاب لكلانا؟
-صدقت ياعزيزتي الآن ..أن كلانا على خطأ.
-وبالتالي نحن الذين خسرنا؟
-لكنا خسرنا أيام جميلة بسبب العناد وسرعة إطلاق الأحكام.
-ياترى لو أن الزمن يعود إلى الوراء ماذا ترانا فاعلين؟
-الآن لاتفيدنا كلمة لو ياعزيزتي بعد أن أصبحنا في العالم الآخر.
أطلت "نفسي"إلينا من وراء مسند مقعدها لتكون مواجهة لنا تماما وقالت معاتبة :
-أرى أنكم ستمضون وقتكم بالعتاب في لو وكان وكنا..وياليت ؟
قلت:
صدقت والله؟
فتنهدت "عطاف "ومالت برأسها على صدري وأخذت أمسح شعرها بكفي وأنا أنظر إلى "أنا "..نفسي.. بحزن.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بلا شك أنت يا "أنا" تذكر الحكاية، عندما رأيت عطاف لأول مرة كان ذلك في صالة الأفراح بحفل زفاف أحد الأقارب ،فأعجبت برشاقتها وخفتها وإجادتها للرقص والغناء الشعبي في زفاف العروسة.
-نعم أذكر ذلك؟
-وقد كانت هي أيضا تراني للمرة الأولى ،وقد تبادلنا نظرات الإعجاب معا.
لكني لم أكن المعجب الوحيد بها..فقد إستطاعت عطاف أن تدير أعناق الجميع..وقد شغفوا بها حبا وهياما،
لكن كعادتها أصابها الغرور ..فقد كان الغرور هو عدوها الأول ،
أما أنا فكان عدوي الأول هو الكبرياء وثقتي الزائدة بنفسي .
-أعلم ذلك جيدا؟
-فبدأت هي بالتظاهر بعدم الاكتراث بي ،والتجاهل جاهدة على كتمان حقيقة مشاعرها تجاهي ،لكن غالبا ماتفضحها عيونها.
-وأنت ..تابع وأخبرني بما كنت أعلمه..لكن لا ضير بأن أسمعه ثانية ؟
-أما أنا يا .."أنا"فكنت أيضا أواجه ذلك متظاهرا بالتجاهل بعقد صداقات مع الفتيات الآخريات..لكن قلوبنا كانت تنبض بغير ذلك.
-حقا أن المحبين لمجانين؟
(يتبع....)
تعليقات
إرسال تعليق