بقلم الأديب / تيسير المغاصبه
(في عتمة الحافلة )
سلسلة قصصية
بقلم :
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
"مابعد الموت "
أنا وأنت
-٢-
غفيت عطاف على صدري ..وذلك كان ينبغي أن يحدث في ظروف أخرى لولى "التناحة "التي كنا نمتاز بها أنا وهي.
أخذت أداعب خصلات شعرها بحيث أرفع الخصلة أمام عيني ومن ثم أتركها لتنساب من بين أصابعي بالتدريج عائدة إلى مكانها كالأمواج .
ابتسم "أنا "الصغير مشفقا وقال:
-لكن كان يجب أن يكون عقلك أنت الراجح ياعزيزي فالمرأة تحب من يجري وراءها ويتودد إليها..فهي تحب الرجل الذي يتعب من أجل الحصول عليها؟
-صدقت ياعزيزي ..لابد أن المسؤولية الأكبر تقع علي أنا.
-بلا شك فالمرأة تتحكم بها عواطفها ..وعليك بالاتنسى بأنها كانت جميلة جدا ولابد أن يشعرها ذلك بالغرور؟
-لكن غرورها هذا أرهقني كثيرا وإستفز كبريائي.
-لاكبرياء في الحب ياعزيزي؟
-صدقت.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لقد كان أول خلاف بيننا لامبرر له ..فعندما إتخذت قراري "كرجل " بأن أتقدم إليها لطلب يدها قابلتها أولا للتأكد من حقيقة مشاعرها نحوي وقلت لها:
-أنا معجب بك ياعطاف وأريد طلب يدك من أبوك ،أتقبلين ،إن كنت تقبلين أريد سماع ردك ،ليس الآن ،بأمكانك أخذ الوقت الكافي وأن تفكري جيدا؟
-جميل جدا ،ذكرني ثانية بذلك الموقف من جنون العشاق؟
-بالرغم من رؤيتي للفرحة في عينيها لدرجة أنني كدت أن أسمع نبضات قلبها،لكنها ردت وبحدة :"وأتعتبرها تجارة حتى أقبل أو لاأقبل ،ثم هل الإعجاب كاف للزواج من فتاة ".
ولم تترك لي مجالا للنقاش بل إستمرت في هجومها،أخيرا إبتسمت واستدرت مغادرا لأنهاء ذلك الموشح ،فقالت بحدة:"أنت مغرور ونرجسي ،كيف تتركني أتحدث وتستدير ..أنا أكرهك".
قال "أنا"بعتاب :
-لكنك أيضا كنت مخطئا ياعزيزي؟
-لماذا؟
-كان عليك مصارحتها بحبك لا إعجابك..فالإعجاب غير كاف للزواج؟
-صدقت.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كثر الأعداء من حولي ممن كانوا يتمنون نظرة من عطاف ،ويحسدونني لأني أتكلم معها حتى هي بدأت بالتقرب منهم لاستفزازي.
حتى كان يوما بأن صارحني أحد الأقارب ممن كانوا يحترمونني بحبه لعطاف وطلب مني التوسط له بطلب يدها .
كنت أعتبر أن علاقتي بها كحب قد إنتهت،ووسط توسلاته وعدته بأن أتواسط له.
قال لي أنا:
-لا تقل لي إنك ذهبت !!
-في الحقيقة ذهبت ،وربما كانت تعتقد بأني كنت سأعتذر لها..لأنها ابتسمت بثقة ،لكنها تفاجأت بي أتواسط لأحد الشباب لطلب يدها فقالت بسرعة:
"طبعا موافقة ،فأنا لا يمكن أن أجد أفضل منه في البلد كلها،أشكرك على تسهيل المهمة ،أخبره بأن يتقدم لخطبتي وبسرعة؟"
قال أنا بعتاب:
-لقد كنت متوقعا ذلك؟
-بعد ذلك يتقدم لطلب يدها وتوافق ويتم الزواج وأصبت في أزمة قلبية نجوت منها بأعجوبة..فعلمت عطاف بذلك وعلمت أنا بأنها بكت بشدة ..وقد تغيرت معاملتها لزوجها.
-أكمل ؟
-فقررت أخيرا ترك عمان والذهاب إلى العقبة للإقامة هناك ،أما هي فقررت أن تلحق بي للهرب معي ،وتفاجأت بها تصعد في نفس الحافلة ،يلحق بنا زوجها ويطلق النار علينا معا ويردينا قتيلين.
-والآن إلتقيتم بعد فوات الأوان؟
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أفاقت عطاف من نومها وقالت:
-حبيبي..المرأة تحب الرجل الذي يعشقها ويهيم بها ويكون حريصا على رضائها؟
-هل كنت تستمعين إلى أحاديثي مع روحي المحلقة ياحبيبتي؟
-نعم ..ه..سمعت بعضه.
-لقد كنت أحبك وبجنون أيضا ..لكن ربما كانت علاقتي بك هي العلاقة الأولى لي مع الجنس الآخر ولهذا كنت أفتقر إلى الخبرة بالتعامل مع الفتيات هههههه؟
-هههههه هذا جيد ،لكن أنا أيضا كنت مخطئة لأني لم أدرك ذلك وقد أضعتك من يدي؟
-وشائت الأقدار أن نقتل في تلك الحافلة لنلتقي ثانية..لنبقى معا إلى الأبد.
فقال "أنا":
-حسنا إذن إسمحوا لي أنا بالمغادرة أسعدتم مساء.
(إنتهت القصة)
وإلى قصة أخرى
تعليقات
إرسال تعليق