بقلم الأديب /تيسير المغاصبه

(في عتمة الحافلة )
  سلسلة قصصية
         بقلم:
  تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
مع إنبعاث أصوات الهمسات بين المحبين من جميع المقاعد،قالت المضيفة ضاحكة عبر المايكروفون وهي تسمع الوشوسات :
-يبدو أن تلك الصدفة جائت ملائمة لعيد الحب اليوم؟
همست لفتاتي:
-هل أنت متزوجة أم خاطبة ..أم ..أم لك حبيب؟
قالت :
-أجبني أنت أولا على تلك الأسئلة..جميعها؟
قلت :
-السؤال الأخير ..لي حبيبة؟
وقبل أن تسحب يدها من يدي غاضبة قلت :
-أنها أنت.

                   الغول 
                    -١-

توقفت الحافلة فجأة في منتصف الطريق الصحراوي الخالي من السكان ،تم 
الاتصال بأقرب فرع لشركة النقل التابعة لها 
لإرسال حافلة أخرى لنقل المسافرين،لكن لم تصل أي حافلة أخرى. 
وكان سبب توقف الحافلة هو في الكهرباء.
تماس كهربائي تسبب في إنطفاء جميع فوانيسها لنبقى في ظلام دامس.
وبالطبع لايمكن السير دون أن نرى الطريق أمامنا..!
إنعطف قائد الحافلة لمسافة قصيرة باتجاه الرمال لكي يكون المسافرون بأمان من خطر أي ناقلة تمر فجاة مسرعة، 
بقينا في الصحراء نسمع أصوات الرياح والرمال
التي كانت ترشق الحافلة كالبرد في ليلة عاصفة تنبىء بإعصار قادم،
غاب القمر في تلك الليلة لتبدو الحافلة كما وأنها 
في الفضاء البعيد .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
استمرت الهمسات بيني وبينها في العتمة الجميلة.
الإبتسامة تعني الكثير ..ترسم على وجهينا 
التعابير المقروءة،يشتد الظلام مع غياب القمر ،
ذلك القمر المتواطىء دائما مع المحبين ،
مع اشتداد العواصف والزوابع الرملية واهتزاز 
الحافلة الضخمة جدا كانت تقترب مني اكثر 
وأكثر وتلفحني انفاسها العطرة وأشعر كما وأني
اعرفها منذ زمن طويل ...كذلك هي ،
تركت يدها تستقبل يدي بأرتياح لتضمها بحنان 
وشوق ،لكن صوت في الخارج افزع كل من في
الحافلة ..صوت قبيح جدا،مرتفع :

-ع ع ع ع ع آآآآا ع ع ع ع 

اقتربت مني مذعورة جدا و بعفوية تحتضنني 
ثم احتويها بذراعاي بحنان وحب لاحميها بجسدي من 
كل مكروه قد يصيبها،لقد أصبحنا منذ تلك اللحظة جسداواحد.

 " يتبع..."               
تيسيرالمغاصبه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر / حسن علي النشار

بقلم الأديب الشاعر/د. الشريف حسن ذياب الخطيب

بقلم الأديب الشاعر /محمود عمر ابو فراس