بقلم الكاتب/ محمد الهادي

(( من القلب ))
بقلم/ محمدالهادى
..
..
..
-- فن التغافل --
..
كل منا يحب أن يرى من يتعامل معهم فى أكمل صورة ويصر على ذلك إصرارا شديدا ..
ويرفض أن يرى منقصة فى شخص يحبه أو حتى يتعامل معه ..
والحقيقة .. أن هذا مطلب بعيد المنال بل ويكاد يكون مستحيلا .. فالكمال لرب العزة وحده ولا جدال فى ذلك .. فهو الواحد الوحيد الأوحد الذى ليس كمثله شىء ..
وهو الفرد الصمد المنزه عن أى نقص ...
وبرغم تمام إدراكنا كبشر بذلك كله .. إلا أننا نحب دائما كمال رؤية الاكتمال فيمن نتعامل معهم .. بغض النظر عما يمكن أن يكون متأصلا فينا من منقصة ولو صغيرة ... فترى الأب - مثلا - يكره أن يرى عيبا فى أحد أبنائه وإن كان هذا العيب من سماته الواضحة ...
وهنا تكمن المسألة ...
وهى .. فن التغافل ..
فالغالب فى حد ذاته ..
أدب من آداب السادة والعظماء ويُقصد به .. غض الطرف عن الهفوات .. وعدم إحصاء السيئات والترفع عن الصغائر ..
 وفى معناه الأصيل ..
يعنى تعمد الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرما وترفعا عن سفاسف الأمور التى من شأنها أن تكون شرارات ملتهبة فى غمار نيران متقدة .. إن توقفنا أمامها ولم نغض الطرف عنها ...
 ولا شك أن التغافل ..
فن من فنون التعامل مع الناس لا يتقنه إلا كل حليم ..
 وهو المعنى الذي حث الله سبحانه وتعالى صفيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بالتحلي به حينما قال له : " فبما رحمة من اللّه لنت لهم ولو كنتَ فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر" 
...
وعلينا أن ندرك أن بعض الأخطاء قد تصدر عن غير عمد ..
كتعثر الطفل في سجاد المنزل ..
 أو كسر شيء دون قصد ... وغيرها الكثير مما قد نراه فى حينها شيئا مهولا .. في حين أنه شىء بسيط ....
 وهنا لا بد من تغافل الوالدين والبعد تماما عن الانفعال أو الغضب لمجرد رؤية مثل هذه الأمور ...
ويجب أن نأخذ بمبدأ التغافل حتى تستقيم الحياة بيننا ...
وإن حدث .. فستبدو السكينة والسعادة واضحة وضوح الشمس فى حياتنا.
والله المستعان.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الأديبة /رضا العزايزة

بقلم الاديب الشاعر/محمود عمر أبو فراس

بقلم الأديب الشاعر /محمود عمر ابو فراس