بقلم الأديب الشاعر /محمد الحسيني
الدُّبُّ الذي كان ثالثَهُما – 4
"شالٌ من قلوب"
عادت...
...
دخلتْ من بابِ الصفِّ
كأنّها أوّلُ يومٍ في الرّبيع،
كأنّ "السّبّورةَ" في واحَةِ ابتسامات،
وكأنّ "الكُرّاساتِ" تُصفِّقُ دونَ أصابع.
كانت تَلبسُ شالًا مُنقّطًا بالقلوب،
وشعرُها مربوطٌ بشرائطَ حُمر،
وفي يدِها... أنا.
أنا الدُّبُّ الذي عَرَفَ أنّ في الغيابِ شُعلةَ اشتياقٍ،
لَهُ... وَلِي.
هو لم يَقُلْ شيئًا،
ولكنّهُ أعطاها "المِمْحاة"...
المِمْحاةُ التي انتظرَتْها أُسبوعًا في الدُّرْج،
دونَ أن تفقدَ لونَها الورديّ.
ضحكتْ...
ضحكتْ، كما تُضيءُ شجرةُ عيدٍ في قلبِ طفلٍ صغير،
وكتبتْ لهُ بالحِبْرِ الأزرق:
"اشتقتلك شوي..."
ومدّتِ الورقة،
لكنّها لم تَمُدَّها له،
بل وَضَعَتها في حِضني،
وأشارتْ قائلةً:
"أنت توصلها له..."
انفَجَرتُ قَطنًا،
وانسكبَ من وَجهي كلُّ ما يُمكنُ أن يُقال،
دونَ صوت.
تعليقات
إرسال تعليق