بقلم الأديب الشاعر /كريم حسين الشمري

💙 تراتيل الغياب 💙
على بحر المتقارب

رمتني الليالي بأوجاعها
فغارت رؤايَ بسود الدُجى
كأنّ الحروف جراحٌ بدتْ
تضاجع دمعي وتغفو الشّجى

معالمُ أطلالك الساكنات
تهيمُ ظنونًا، يلفُّ السُهى
وأستارُ وهمٍ تهاوت سدىً
لتلتهمَ النومَ والأمنَ ما

سنينُ اغترابي نُعاسٌ جرى
على خدّ عمري، فزاد العَنا
وخطوةُ عشقٍ على دفترٍ
تسطّرُ همي وتفنى المنى

فإنّي تصدّقتُ بالنفسِ لي
على دربِ آلامها المُعتنى
وإنّي جرمتُ القرارَ المُرير
فأدمنَ غيمي وسال الدنا

أُلاحق موتيَ في خلوةٍ
وفي الحلمِ أبلغُ حتفَ السِنا
يُجاوزني غربتي والندم
وتُغربُ أشلاءُ وجدٍ هنا

تهيمُ الدهورُ بركبٍ شكا
لقبرِ المنايا وليلِ الفِنا
توحّدَ أنسي بطولِ الغياب
فأينَ الرجاءُ وأينَ العَنا؟

فيا قارعةَ الافتراقِ انثري
مدافنَ وجدي على مُدنَا
فصارَ القدرْ هواجسَ مَن
يُسلّمُ فَقدًا لما قد جنى

وعودٌ كذوبٌ كغيمِ السُراب
تمرُّ على صيفنا في خَنا
كأنّ السجودَ لجلاوزةٍ
تخضّ التُرابَ وتبني العَنا

فخامدةٌ تربتي لا حراكْ
وشرُّ الخطى حنثتْ بالقَسَم
فضاعَ الجلالُ، وضيعتُهُ
حميةُ قومٍ تهاوى القِمم

وحُماتها قد أضاعوا الطريقْ
وصاروا كصنمٍ يموتُ الشَمَم
هواءُ الصحاري ورملُ الذنوب
يشوهُ عمري ويخفي العَلَم

وراحلةُ القوم تشكو السقام
وعورُ الحياةِ يُذيعُ الألم
فألبستُ جرحي ثيابَ السكوت
كأنّي نسيتُ أسايَ الأهم

وإن يستحيي الخجلُ احتراقْ
يقبّلُ آمالَ فجرٍ غنمْ
ووسّدتها مآسيَ الوفا
بدربٍ ينهّي ظمًا في العدم

فأجهزَ ثأري على زجاجٍ
تشرّبَ مائي وغابَ الكَلِم
وفُكّتْ أزرارُ أستارنا
فعرّى اللقاءُ حنينَ الحُلَم

ولمّا التقينا غفتْ لعنةٌ
على صدريَ الغارقِ بالنغم
يحبّ الأنينَ ونومَ الوجيعْ
ويهمسُ وجدي بشكوى الألم

فمزّقتُ صمتًا وألقيتُهُ
وهامتْ وحيدًا دروبُ الندم
وهمُّ التساؤلِ صارَ الطيوفْ
يناغي خيالي ويُبدي الحُطَم

فيا عقلُ قفْ، لا تخض أوهَمًا
لتعبدَ حيلَ الزمانِ الأصم
ورهبنةَ الحزنِ دثّر بها
فؤادًا تناسى وصارَ العَدَم 💙

---
الأديب الدكتور الشاعر كريم حسين الشمري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الأديبة /رضا العزايزة

الشاعر / حسن علي النشار

بقلم الاديب الشاعر/محمود عمر أبو فراس