بقلم الأديب الشاعر / د. كريم حسين الشمري

💜وهجُ الغرام💜
(على بحر الرجز) 
لِلصَّبْوَةِ الذكرى، وللعِشقِ الطُّهَرْ
تَسري كأسرارِ المدى، حيثُ القَدرْ
تَروي الشجونُ حكايةً مِن نارِها
والحزنُ يُشعِلُ فتنةً في دارِها

دمعُ المحبَّةِ، يا حبيبةُ، سَيـلُ
يَجتاحُ صَمْتَ الروحِ، فيهِ الويلُ

يَبعثُهُ الدَّهرُ الكئيبُ بظِلِّهِ
ويعيشُ فوقَ نحيبِنا، ويَكِلُّهُ

يَغشى الزمانُ مواكبًا ومآتما
ويَكادُ يُسقِطُ ذكرياتٍ حُطِّما

تَغزو المقابرَ بالظلالِ أشباحُ
تمضي الليالي، والأسى سَيّاحُ

يا ظَبيةَ البانِ الرقيقةِ، إِنني
ما زلتُ أُنشِدُ صَفْوَ حبٍّ يُغنِّي

تَسقينَ صبْوتيَ المَدى وتُروينْ
عطشَ الليالي، والدُّموعَ تُجْرينْ

تَسري الأحلامُ القديمةُ في دمي
فتَمزقُ الأيّامَ، شَكلي ورسمي

وتمرُّ سمراءُ الجفونِ بحرقةٍ
تَطفو كأوجاعٍ تسيلُ بحرنةِ

ونضارةُ الوجهِ البَهِيِّ تَذُوبُ
في موجِ يأسٍ، حينَ تَشكو القلوبُ

لكنني أزرعُ بذورَ مشاعري
في أرضِكِ الخصبةِ، بعزمٍ ساهري

أسقي الهوى من دمعِ قلبي إنْ بَكا
ومن الوفاءِ، ومن رؤايَ إذا شَكا

والعشقُ سيفٌ لا يُقاوِمُهُ الدُّجى
كالسهمِ إنْ رَامَ الخلاصَ فلا نجا

وفرسُهُ الجَمّاحُ يَطردُ كُلَّما
قامتْ شياطينُ الهوى تتظلّما

وفي خيالِي قد أضاءَ بِنُورهِ
قَصْرُ الوصالِ على ضفافِ شعورهِ

أُريدُ تركَ لَوعتي وحرماني
لكنْ يموتُ الأملُ في وجداني

كم مرّةٍ في دربِ عشقي أمْتُنا
وأَحيا بعينِ الحلمِ أصداءَ المُنى

وأتوسّلُ للوعاتٍ ما رَحِمَتْ
قلبي، ولا خفّفتْ بلاءَ تَألُّمَتْ

وإنْ غنّيتُ حبيبتي للأحلامِ
صوتي يُضئُ بعاطفِي ودوامي

أنشودةً طافتْ بقلبي نغمةً
تبني على أوتارِ روحي قُبلةً

وأسرجتْ خيلَ الزمانِ بأنغمي
تَعدو إليكِ، وتسكنُ التَّنغُّمِ

وإنْ تخلّفْتُ عن ميعادِ الهَوى
فدَمعُ عَيني شاهدٌ لما انطوى

يبكيكَ قلبي، والفُؤادُ يُردِّدا
أن ليسَ بعدَكِ عشقُ قلبٍ مُرْتَدَى

فإمَّا أعيشُ مُتمرّدًا مُتألمَا
أو في فُؤادِكِ كالخيالِ مُتَيَّمَا

خيالُكِ النورُ الذي قد نسجتُهُ
رمزًا، وصُبحًا للهوى عانقتُهُ

ودائي العِشقُ إنْ تغلغلَ داخلي
ما عادَ ينفعُني دواءٌ لِمُعْضلي

سِرُّ الغرامِ إذا تملّكني سَرى
في نبضِ عُمْري، في خُطايَ وفي القُرى

لا يُشْفِني إلا فضاءُ غرامِكِ
وأفلاكُ عشقٍ تَدوُرُ بسلامِكِ

دَورانُ أقمارِ الهوى إن أقبلَتْ
أحيتْ شتاتي، والسُّهادَ وسَكنتْ

---
الأديب الدكتور الشاعر كريم حسين الشمري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الأديبة /رضا العزايزة

الشاعر / حسن علي النشار

بقلم الاديب الشاعر/محمود عمر أبو فراس