بقلم الأديب الشاعر /د. كريم حسين الشمري
🍂 خريفُ العذاب 🍂
(على البحر المجتث – بصياغة عروضية مقفّاة)
بقلم الأديب الدكتور الشاعر كريم حسين الشمري
بلَّلَ الغديرُ رؤى الصدى، فانغسلْ
حزنُ العقابِ، وغابَ فيهِ الأملْ
يرنو الشّهيقُ لطائرٍ قد غفا
شاهينُهُ في ناظريهِ اشتعلْ
ومواسمُ الخريفِ أنَّتْ ندىً
لفّ الغصونَ، وصارَ فيها الجدلْ
جلساتُ حزنٍ والسكونُ ارتقى
فوقَ الصخورِ، وعندها قد نزلْ
زحفَ الهجيرُ على المدى هائماً
وبئرُ هجرٍ في الجوى مكتحلْ
وجرحُ إحساسٍ جناهُ الهوى
والشوقُ فينا هاجسٌ قد سَألْ
تُغفي الثريّا في الدُّجى عتمةً
تُبكي المدامعَ، والحنينُ خَجلْ
صحواتُ مجدٍ نازلتْ صهوةً
والعصفُ يعبثُ بالهوى إذ يَملْ
سُرُجٌ تمادتْ في الدُّجى نُبلاً
والمندلُ الباكي على مُقلْ
خلفَ السِّياجِ المطمئنّ اختبأ
صدى التواري، والنوى مشتعلْ
نامَ النعاسُ بدورِه سائراً
في فلكِ عهدٍ ثقلُهُ كالجبلْ
والعهرُ حطَّم أضلعاً قد مضتْ
واليأسُ ضاحكْ، والجنونُ خَبلْ
بُسطتْ وجوهُ القبرِ تستجدي
سترَ الوعودِ، وكُلُّها منتحلْ
السرُّ فينا يرتدي صوفَهُ
لوناً يُجاري الظنَّ حينَ احتملْ
خرافةُ الفجرِ التي أوهنتْ
قلبي، وحرّرتِ الجوى فاعتدلْ
حتى الترابُ تمرّد العقلَ إذ
سنَّ الفراقَ، وحركتهُ اختزلْ
ذراتُهُ صرختْ على خيبةٍ
والرفضُ باقٍ، والمنى مُغتسلْ
دخانُ أوهامٍ تلاشى سُدىً
والحلمُ فينا كالكَذوبِ أفلْ
والرعدُ سَاقَ الغيمَ في لحظةٍ
حتى بدا الوصلُ المنيبُ خَجلْ
تسري الليالي في ظلالِ الأسى
تُغني جنازاتٍ، ويهوى الجذلْ
أمسى العذابُ الباردُ ارتجفةً
تحتَ الصقيعِ، وسحرُهُ لم يزلْ
والدمعُ سيَّالٌ، وفي كفِّه
سكرُ المنايا، والرجا مُعتزلْ
تغفو السواحلُ في نداءِ المدى
تُعطي المدائنَ جدبها والمُقلْ
حتى الرنينُ تكسَّرَتْ نبرهُ
والسنُّ يشكو للمدى ما بَذلْ
نغفو على لحظاتِ خلقٍ، بها
إعدامُ روحٍ، والضياعُ اكتملْ
فالوضْحُ أصبحَ كاسراً حالماً
والموتُ بادٍ، والحياةُ خللْ
في صلبِ أرواحٍ بها صُلبتْ
أحلامُنا، والحقُّ فيها قُتِلْ
والقلبُ مُنهك، لا يفي وعدَهُ
يُبكي شياطينَ الهوى إنْ ذَهلْ
والمكرُ أقواسٌ لها فننٌ
تعليقات
إرسال تعليق