بقلم الأديب الشاعر /محمد الحسيني

قطعة شوكولا بملامح فيلسوفة ***
.............................

لم أدعُها... 
لكنها دخلت، واستلقت في الزاوية التي كنت أهرب منها،
خلعتْ كعبيها، ونظرت إليّ كما لو أنني الفكرة المتأخرة... ثم بدأت تتنفس،
ليتحوّل الهواء في الغرفة إلى وترٍ مشدودٍ بين الشوق والخوف.

كانت مجنونة...
لا لأنها تضحك بلا سبب، 
بل لأنها تعرف السبب وتخفيه، 
كأننا نعيش في قافيةٍ لم يُكتب صدرها بعد.

تمضغ قطعة شوكولا بملامح فيلسوفةٍ تأمّلَت الكون بعد أول قضمة. قالت:
 "توقّف… هذا اللحن يشبه مشية عصفورٍ بعينٍ واحدة." 
ضحكتُ حتى انزلق اللحن من إصبعي.

في يومٍ آخر، كنت أشرح لها كيف تُولد الفكرة في الرأس، قاطعتني لتسأل: 
"هل للأفكار سُرّة؟" أجبتها: "نعم… لكن لا أحد يقطعها غير القصيدة."

مرةً، سقطت قهوتي على الورق، فقفز دلالها وأقسم ...
 أن الرائحة أجمل من أي بيتٍ كتبته.

قالت لي ساعة جنون أن الكلمات تخاف من الحريق ... لكنها لا تخاف من الشفاه. وحين عزفت لها مقطعًا جديدًا، أغمضت عينيها وقالت: 
"هذا يشبه لمستي حين أُغضبك… ثم أبتسم." وللحظة، شعرت أن كل أوتاري مشدودة على وترٍ غامضٍ اسمه هي.

لم تَكن فتاة… كانت احتمالًا شعريًّا فكّر بي، ثم قرّر أن يُولد من قلبي.
لم أسألها عن اسمها مرة، كان يكفيني أنها تُشبه السؤال.
 تدخل الغرفةَ برائحةِ جملةٍ ناقصة، وتترك أحاسيسها على أريكة الوقت، فتاتَ ابتسامات تفضح القصائد.

✍️ محمد الحسيني ــ لبنان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الأديبة /رضا العزايزة

الشاعر / حسن علي النشار

بقلم الاديب الشاعر/محمود عمر أبو فراس