بقلم الأديب الشاعر/د. كريم حسين الشمري
✦ وهجُ الجَمال ✦
(على البحر المديد)
✍️ بقلم: الأديب الدكتور الشاعر كريم حسين الشمري
يا نَجمَةً طالَتْ غِياباً عنِ الثَّرى *** كأنَّكِ في صَحوٍ وعَينُكِ ناعِسَهْ
ولَيلـي طَويلٌ مالهُ مِن نِهايَةٍ *** يُسافِرُ بي في الحُزنِ حتّى يُحَسِّسَهْ
فَمَا الحُبُّ إلّا نَارُ شَوقٍ مُؤَرِّقٍ *** إذا ما سَكَنْتُ، الهَوى عادَ يَبعَثَهْ
شَكَوتُ غَراماً قد شَيَّبْتُ مَفرقي *** ومَهما تَصَبَّرتُ الغَرامُ يُفَجِّرَهْ
تُطيلينَ وَقفَ السِّحرِ عِندَ مِرآةٍ *** تُسائِلينَ ظِلَّكِ: مَن ذا يُقابِلُهْ؟
فَما نَفعُ لَومي أو عِتابي مُرهَفٍ *** إذا كانَ قَلبُكِ بالوُجودِ يُجَمِّلُهْ
خُدودُكِ وَرْدٌ يَشتَهي نَفَحاتِهِ *** غَضوباً كَنارِ العِشقِ إذ تُؤَجِّجُهْ
كَطَيرٍ طَواويسٍ بَهيٍّ لَونُهُ *** يُباهي بِذيلٍ بَاهِرٍ مَن يُشاهِدُهْ
وشَعرُكِ لَيلٌ قد تَدَلّى سُدُولُهُ *** على كَتِفٍ غَضٍّ كَغُصنٍ يُدَلِّلُهْ
يُداعِبُهُ نَسْمُ الرَّبيعِ مُعَطَّراً *** فَيَنسابُ مِسكاً في الخُدودِ ويَحمِلُهْ
فلا تَغتَرِّي بالجَمالِ فإنَّهُ *** إلى زَوالٍ والعُمرُ يَطوي مَراحِلُهْ
فَجَمالُ نَفسٍ صافِيَةٍ هوَ أبهَجٌ *** وأبقَى، وأَحلى مِن وُجوهٍ تُزَيِّنُهْ
وما أَدرَكِ الحُسنَ الَّذي لا يَزولُ *** إذا صانَهُ قَلبٌ وَفيٌّ يُؤَمِّنُهْ
فكوني ضِياءً يَحتَوي ظِلَّ عاشِقٍ *** يُنادِي وُجوداً في الحَياةِ ويُسكِنُهْ
فَيا زهرةً تَهوى الصِّبا في رُبا الهَوى *** مَتى تَفقَهي أنَّ الصِّبا سوفَ يَذبُلُهْ؟
ومهما تَجمَّلَ وَجهُكِ المُتَلَفِّتُ *** جَمالُ الرُّوحِ أبهى، ومَن ذا يُماثِلُهْ؟
فَخُذي مِن عُيونِي نَبعَ صِدقٍ مُحبَّراً *** وغَنِّي لِوَجدانِي الذي باتَ يَحمِلُهْ
تعليقات
إرسال تعليق