بقلم الأديب الشاعر /د. كريم الشمري

🌺 عناق الروح 🌺

(على البحر المنسرح)

✍️ بقلم: الأديب الدكتور الشاعر كريم حسين الشمري

حبيبتي، من أنا؟ لا السرّ أفهمُهُ

ولا الزمانُ، إذا ما مسَّهُ الغَمَمُ

وسقفُ هذا الهوى دخّانُ أسئلتي

ونارُ حزني بها الأيّامُ تلتهمُ

كأنّ موتَ الدُجى قهوتْهُ أسىً

وفي فُؤادي لظى لا يُخمدُ الحَطَمُ

عروقُ عشقكِ في صدري مخلدةٌ

تجري كنهرٍ، وتنسابُ بها النغَمُ

وفي زجاجِ رؤايَ الضوءُ منبثقٌ

كأنّهُ الحُلمُ، لا يُمحى ولا يُهزمُ

وحين يغني الهوى تُهتزُّ أضلُعُهُ

وتحت رذْذِ الشذى الأوتارُ تَنتظمُ

غيماتُ شوقي على كتفِ الدُجى ركبتْ

تُسابقُ الريحَ، لا شكوى ولا ندمُ

وكلّ ما حولنا سرٌ وسرعتهُ

تفوقُ وصفَ الدُنا، لا يُدركُ القلمُ

حبيبتي، لا المياهُ اليومَ تعرفني

ولا الشواطئُ في عينيكِ تنصرِمُ

قبّلْتُ شفتَيكِ، فانهمرتْ مواقدُنا

دفءُ الشتاءِ إذا ما ناءَنا السأمُ

زهرُكِ نمّى فؤادي مثل أغنيةٍ

تُزهو على نغَمٍ قد عزّفَ الحُلمُ

فذوبي بي، وكوني المجدَ يا قَمَرِي

وارفعي بالشذى أعوامَنا القُدُمُ

وابعثي في الشفاهِ الشوقَ همسَ هوىً

ففي العيونِ رؤىً ما مسّها العدمُ

أيا ملاكي، كفاني منّكِ وردتُنا

عنابُ خديكِ، والسكرُ الذي خَتَمُوا

ألا ترين؟ أنا وحدي، ولكنّني

أحيا بِكِ الآنَ، فالحبُّ الذي عَظُمُوا

وفي دموعي سحابٌ ما افترقْتِ بهِ

عنّي، وهل تُطفِئُ الأشواقَ تنهُدُمُ؟

سيدتي، أنتِ أحلى الكونِ قاطبةً

وأنتِ نبضُ القصيدِ الصادقِ القَدُمُ