بقلم الأديب الشاعر /د. كريم حسين الشمري
💜غريب الروح💜
(على البحر الطويل)
✍️ بقلم: الأديب الدكتور الشاعر كريم حسين الشمري
تُلاحقُني الذكرى بروحٍ مُمَزَّقِ *** وتغرسُ في الأعماقِ خوفَ التودُّدِ
وتنهشُ أوهامُ السنينِ سَكينَتي *** كأشباحِ ليلٍ في الدجى لم تُقيَّدِ
فأصغي لأصواتِ العُصورِ كأنَّها *** نُذورُ العذابِ المُستفيضِ المُؤبَّدِ
وتجثو دموعي في صلاتي خُشوعَها *** وتُوقدُ في أحشائي جُرحاً مُسوَّدِ
وتغفو على كفِّ السَّرابِ هواجسي *** فتوقظُها ريحُ المدى المُتَصَدِّدِ
كأني غريبٌ في دروبٍ موحَّشٍ *** يجرجرُ أوزاري بليلٍ مُهَدَّدِ
أُطاردُ ظلاً ضاعَ في ومضِ خاطِرٍ *** وأغدو غريبَ الوجهِ عن كلِّ مَشهَدِ
فكم أيقظَ النسيانُ في داخلي أسىً *** وكم أيقظَ الحرمانُ وجداً مُجدَّدِ
كأني على شطِّ الفناءِ مراكبي *** تُحاولُ إبحاراً لبحرٍ مُجرَّدِ
فتغرقُ أشرعتي إذا هبّتِ الرِّياحْ *** وتُكسرُ آمالي بعصفٍ مُهدَّدِ
أرى في زقومِ الليالي مصائبي *** وأمشي على نارٍ كجمرٍ مُوقَّدِ
فأحملُ أحزاني كصَخرٍ مُثقَّلٍ *** وأرسمُ أوهامي بدربٍ مُسوَّدِ
وتسكنُ في صدري صُلبانُ مَعبدٍ *** تُدوّي كأجراسٍ بصوتٍ مُردَّدِ
تُطاردُني الأرواحُ من كُلِّ ناصعٍ *** وتُسقِطُ أقماراً بسَيلٍ مُبلَّدِ
كأني أنادي في الفضاءِ فلا صدى *** سوى رجعِ صوتي في فراغٍ مُشرَّدِ
فيا ليتَ روحي تستريحُ برحمةٍ *** وتُبعِدَ عن قلبي هواجسَ موؤدِ
لقد طالَ تيهي في مسالكِ حِيرتي *** وأثقلتَ أقداري بليلٍ مُعاندِ
فهل يُشرقُ الفجرُ الذي كنتُ أرتجي *** ليُبصِرَ وجهي بعد ليلٍ مُسوَّدِ؟
ويا لوحةَ الأحزانِ هذا جنونُنا *** وهذا شُعوري بين موتٍ ومولَدِ
فإنّي غريبُ الروحِ في عالَمِ الهوى *** أُحاوِلُ أن أبني جداراً بمَرصَدِ
ولكنَّ أحلامي تُفتّتُها الرِّياحْ *** وتُذوي شموعَ الصمتِ في قلبِ مُجهَدِ
تعليقات
إرسال تعليق