بقلم الأديب الشاعر/د. كريم حسين الشمري
💗جمرة الأسرار💗
(على بحر الرمل – نسخة سريالية رمزية وجدانية)
للأديب الدكتور الشاعر كريم حسين الشمري
قد أطلقتُ الروحَ طيفاً هائما *** في فضاءِ الحلمِ يصحو مُرتجى
واعتنقتُ العبثَ المصلوبَ في *** لوحةٍ يرسمُها صمتُ الفضا
وانحنتْ عيناكَ، مثلَ الموجِ، كي *** تبتلِعْني في سرابٍ مُبتلى
وتكوّرتْ جمرةُ الأسرارِ في *** وجعٍ يورقُ من جفنِ البِلى
قد غفرتُ الوقتَ إذ خانَ المدى *** وارتدى الأقمارَ وجهاً مُنكَرا
فتوهّجتْ أسئلتي نيرانا *** في مرايا الحلمِ شبحاً مُبهَما
واستفاقَ اليأسُ كابوساً على *** أفقٍ يرسمُ أوجاعَ السدى
كم حملتُ الدهرَ صليباً دامياً *** واعتنقتُ التيهَ فجراً أعمى
أرهقتني أجنحٌ سوداءُ في *** راحتيها جرحُ وهمٍ مُقنَعا
أينَ صوتي؟ ذابَ في صمتِ الدجى *** كابتسامٍ ساخرٍ يُخفي الرجا
كلما ناديتُ قلبي ضاع في *** كهفِ أرواحٍ تصدّت للردى
وإذا الأشباحُ في صدري دنتْ *** كسجونٍ أضرمتْ نارَ العنا
قد تمايلتْ خصلُ الأفكارِ في *** جمرةٍ تُشعلُ تاريخَ الغنا
وتساقطتْ من جناحي أغنياتٌ *** تُغرقُ الأعماقَ حزناً أبكما
إنني أهوى المرايا حينما *** تكشفُ المستورَ وهماً مُظلما
وأناجي عتمةً صارتْ بقايا *** في شراييني نشيداً أظلما
أستجيرُ الليلَ كي يخفِي دمي *** في سراديبِ اشتياقٍ مُوجعا
قد هربتُ الآنَ من وجهي إلى *** وجعٍ آخرَ يهوى المورَدا
كلّ شيءٍ حولَ روحي باهتٌ *** غيرُ أنفاسي بُراكينُ الهوى
أينَ أسراري؟ غدتْ أطلالَنا *** وارتقتْ روحُ جنوني أبهجا
أرتدي المنفى عباءً حالكاً *** يسكبُ المرآةَ وهماً مُبهجا
قد رأيتُ البحرَ في عيني غريقاً *** يستعيدُ الموجَ موتاً مُوجعا
واستعرتُ الصمتَ ناراً في دمي *** كي أُضيءَ الحرفَ حزناً أبهما
وتشرّدتْ أزهارُ عمري في دُجىً *** لم تجدْ إلا الظلامَ المرهَقا
أينَ حلمي؟ ضاعَ في كهفِ الدخانِ *** وانثنى من وجعٍ صارَ العمى
قد تركتُ الوهمَ يُغري مهجتي *** بانكسارٍ يورقُ الصمتَ العرا
وتساقطتْ جثثُ الألوانِ في *** بطنِ أرواحٍ تلاشتْ ندمى
وتمددتْ في شراييني رؤى *** تستبيحُ الحرفَ موتاً أو دما
فإذا باليأسِ طفلٌ عابرٌ *** يسخرُ الآنَ من الحلمِ العفا
أستفيضُ الآنَ وجداً غامراً *** من جراحٍ أورقتْ في غربةٍ
واحتسيتُ الليلَ خمراً قاتماً *** كي أرى في السكرِ سِرّاً مُبهما
تعليقات
إرسال تعليق