بقلم الأديب الشاعر/د. كريم حسين الشمري

💠 كحل أزمنتي – بصياغة جديدة على بحر البسيط وقافية الميم 💠
للأديب الدكتور الشاعر كريم حسين الشمري 
أستعذبُ الدَّخْنَ في أنفاسي وفي قلمي وأستعيرُ دُخانَ الحزنِ للعَالِمِ

وتستريحُ جهالاتي على شَفَتِي وتستفيضُ خُمُولاً في مدى أزمي

تسري مواجِعُ أيّامي بعاصفةٍ كأنّها الكُحلُ يغلو فوقَ مُنحَنِي

وتشبَعُ الروحُ من غُبارِ فاجعتي وتنتشي بزيوتِ الحزنِ كاليَسَمِ

وتنحني الأمنياتُ اليابساتُ على سِرجِ الرؤى، فتذوبُ في العُدمِ

حتى يصيرُ رجاءُ القلبِ مُغترباً لهُ نَفَسٌ طعمُهُ السِّروُ على النَّسَمِ

والدهرُ يأكلُ أنفاسي فأُهمِلُها فتُهمِلُ الروحُ تَفْسيرًا لِمَا لَمَمٍ

تبدو المآسي التي وارتْ حَقائقَها فُصوصَ ليلٍ تُضيءُ الصَّمتَ كالحَلَمِ

والبردُ يسكنُ مفاصلَ لوعتي زمناً كأنّهُ الروحُ تمشي فوقَ منسجمِ

تُهامِسُ الريحُ آمالي بلا سببٍ وتوقظُ الوجدَ في سَرْبٍ من النَّدَمِ

فتستبشِرْ قطرةُ الندى بأحرفي وتُمسكُ الضوءَ في أحشاءِ منسَجِمِ

يمتدُّ ظِلّي على أيّامي مسرعةً تتقاطعُ الريحُ فيهِ مثلَ مُنْحَطِمِ

وتكرهُ النفسُ طعمَ النومِ في تعبٍ كأنّ سقفَ فراغي نافذٌ عدَمِ

حتى إذا لاحَ موتٌ في مسارحها جعلتُهُ الذِّلَّ في سَربٍ من الوَهَمِ

وتشتعلُ الشِّفَاهُ الحُمرُ من لهفٍ كأنَّها الوردُ يشدو دونَ مُلتَثِمِ

وتختفي غيمةُ الروحِ المسافرةُ بينَ المياهِ وخفقِ اللحنِ والنَّغَمِ

ويستفيضُ دمي بالوجد منطلقاً كأنَّهُ البحرُ يَسري تحتَ مُعتَصَمِ

وتستهلكُ الشمسُ خصلاتِ الضياءِ إذا أدركتُ ظلَّ الغمامِ العذبِ في العَتَمِ

وتصبحُ الريحُ ذراتٍ من الشَّجَنِ تتكورُ الغيمَ نِسياناً بلا نَدَمِ

ويبردُ العودُ في أنغامِ غربتِهِ فتُدفِئُ الروحُ موسيقاهُ كالحُلَمِ

وتغتالُ الدمعَ أسرارٌ مُحجَّرةٌ تذوبُ في صمتِ آلامي وفي ألمِي

وتلتقي الريحُ في منفاكَ منكسراً فتكشفُ البحرَ في أصفاهُ من ظُلَمِ

حتى البيلسانُ إذا حلَّت غصونُهُ غطّى المرافئَ في أنقاضِ مُنقَسِمِ

وتستعيرُ الموجُ أقنعةً مُفاخِرةً تُقصي الحقيقةَ في نصٍّ بلا قَلَمِ

وألعنُ الدهرَ إن مرَّت تباشيرهُ وارتدَّ في القلبِ نيراناً من السَّدَمِ

فيرتوي التُّرابُ من أنفاسيَ الظمأى ويُوقدُ النورَ من روحي ومن قيَمِ

حتى يصيرَ النِّسيانُ الذي حملتْ أحلى التأمُّلِ في أسرارِ مُعتَصَمِ

وتبحرُ الطيورُ في هجرانِ نافذتي كأنّها الصوتُ يجري نحوَ منعطِمِ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الأديبة /رضا العزايزة

بقلم الأديب /محمود عمر ابو فراس

بقلم الأديب الشاعر /محمود عمر ابو فراس