بقلم الأديب الشاعر /محمد الحسيني

أحبكِ كما لو أنّني لستُ شاعرًا 1
"حين أخلع البلاغة"

لم أكتبكِ اليوم.
جلستُ أمام الورقة
كمن يخلع معطفه فجأة
ويكتشف أنّ البرد داخله.
أردتُ أن أراكِ بلا قمر،
بلا بحرٍ يهرع لنجدتي،
بلا استعارةٍ تتقدّم عنّي
وتعتذر نيابةً عن خجلي.
كلّما قلتُ:
هي كذا…
شعرتُ أنّ «كذا» تظلمكِ،
وأنّ اللغة
أصغر من أن تقف أمامكِ منتصبة.
أنا شاعر، نعم،
لكنني اليوم
أتعثر في أبسط الجُمل،
وأغار من صمتي
لأنه يراكِ أكثر ممّا أفعل.
خلعتُ البلاغة
كما تُخلع ساعة اليد عند الغرق،
لا لأسبح أفضل،
بل لأشعر بالوقت
وهو يضيع معكِ.
لو كنتُ أقل شاعرية
لكنْتُ أكثر صدقًا،
ولو كنتُ أقل كتابة
لكنْتُ أقرب.
لهذا
أقف الآن
بلا وزن،
بلا قافية،
بلا زينة لغوية
تحميني من الارتباك…
وأحبكِ
كما لو أنّ الكلمة
تخاف أن تُقال.

         ★★★
غدًا سأحاول تشبيهكِ…
وأكتشف أن الصور لا تجرؤ
✍️ محمد الحسيني ــ لبنان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الأديبة /رضا العزايزة

بقلم الأديب /محمود عمر ابو فراس

الشاعر / حسن علي النشار