بقلم الأديب الشاعر /د. كريم حسين الشمري
✨ شَظـايــــا الشَّــــك ✨
على بحر البسيط – ثلاثون بيتاً – بقافية الضاد (…ض) – بزخرفة ديوانية
للأديب الدكتور الشاعر كريم حسين الشمري
1. شَــظايا الشَّكِّ تُنـزاحُ الرُّوحُ مُرتعِــدًا
وَالْجُـرْحُ يَسْتَهْدي دُروبًا بَيْـنَها غُموضْ
2. والليلُ يَسْقي فُؤادي من هواجِسِهِ
نارًا تُحَرِّقُ ما يُرجّى دونما خَفَضْ
3. يا خافقي كم رَمَتْكَ الرّيحُ مُضطَرِبًا
وَكُلُّ نَبْضٍ تَلاشى في دُجى غَمَضْ
4. ما عادَ في العينِ إلا ومضةٌ انطفأت
وما تبقّى سوى دمعٍ لهُ غَرَضْ
5. والبعدُ يمضغُ أحزاني ويَسْحَقُها
حتى غدا صبريَ المنهوبُ مُنْقَرِضْ
6. كمْ خانتِ الرّوحَ أقدارٌ مُدنَّسَةٌ
وكمْ أضاعتْ دُعاها صيحةُ الغَيَضْ
7. يا ليلُ هل من رجاءٍ فيكَ يُنقِذُني؟
أم أنتَ بابٌ إلى وَحْدَايَ مُنْفَرِضْ
8. قد ضاعَ صوتي على بوّابةِ الوجعِ
يصرخُ لكن بلا ردٍّ ولا عَرَضْ
9. والقلبُ في خندقِ الآهاتِ مُجتَهِدٌ
يُحطّمُ الشوقَ لكن يشتهي النَّقَضْ
10. إنّي مَضَيْتُ إلى ظِلّي أعاتِبُهُ
فلم أجدْ فيهِ إلا عتمةً تَقْبِضْ
11. هذي النداءاتُ ماتتْ في مخابئِها
وهذهِ الروحُ صارت نخوةً تَفْتُضّ
12. كمْ ضاقتِ الأرضُ بي حتى تخيّلتُها
تطوي مساراتِ حلمي طَيَّةً تَغْتَضْ
13. والريحُ تَنْفُخ في أضلوعيَ الوجعَ
حتى غدا الصمتُ في أعماقيَ المُتْقِضْ
14. ما عاد للدهرِ من طيفٍ أعانقُهُ
إذ صارَ كالسيفِ يُقصيني بما يَفْرِضْ
15. آهٍ على روحِ منفيّةٍ تئنُّ بلا
مَنْ يَسمَعُ الشكَّ حينَ القلبُ يَفْتَرِضْ
16. إنّي نثرتُ على أبوابِ مهجتِها
زهرًا، فصار رمادًا ساحقًا يُلْفِضْ
17. وملأتُ كَفّي بآمالي فبعثَرَها
ليلٌ غريبٌ على جثمانها يَبْغَضْ
18. يا نفسُ كُفّي عن الإذعانِ من أزلٍ
فالحزنُ نارٌ على آثامِهِ تُعْتَضْ
19. كمْ قُلتُ أصحو على نورٍ يباركني
فاستيقظتْ مهجتي مذبوحةً تُغْرِضْ
20. والشوكُ في كل دربٍ كنتُ أعرفُهُ
يُغري خطايَ بأن تمشي بما تَفْرِضْ
21. هذا مُقامي وهذا التيهُ قد سكبتْ
فيهِ الليالي جراحًا تنزفُ الغَرَضْ
22. لا شيء يَمنحُني معنى ألوذُ بهِ
إلا دموعٌ بها قلبي يَسْتَعِضْ
23. والجرحُ إن طالَ بي عاشَ منابرهُ
يُصلي وجوعي بما يجني من العَرَضْ
24. هذي حروفِي بُكاءٌ لا نهايةَ لَهْ
وكلُّ بيتٍ على الأحزانِ يَنتَقِضْ
25. يا ليتَ للشعرِ أبوابًا أطرقُهَا
تعليقات
إرسال تعليق