بقلم الدكتور/عوض العقلة الزعبي
"وداع"
قل وداعاً أيها القلب فإنك اليوم ترتحلُ
عن ديار الأحبة سريع الخطى عَجِلُ
تترك الدار بليل والظلام مطبقاً
والقلب من هول المصاب به وجلُ
إلى أين يا ترى ضعنك يحط رحله
أحقاً يا صاحبي خاب من خلك الأملُ
أتبكي على حال وقد مضى
أم لجرحٍ أصابك فأتى لحبك الأجلُ
نعتوك ظلما بافتعال العراقيل بينهم
وهم يشهدون برأب الصدع أنك البطلُ
تشتاق لك منصات الصروح وقد ملأتها
بأشعارك للحبيب مذاقها العسلُ
فلما تبيت اليوم والعَبرة بعينك
لا تغادر وتطبق عليها الأجفان خجلُ
لا ألومك فالبكاء يا صاحبي فرج
ومن دمعك الحروق غشى عيناي بللُ
عهدتك أيها القلب َفرِحاً بجوارهم
تطوف بساتين الورود وما بالود خللُ
كنت وقت الضحى تخط لها أقلامي
فإذا بسهام الصد منها القلب يشتعلُ
أرثي لحالي كيف كنت على الدوام معها
رفيق درب لمسعانا وكل ما تَسلُ
يقيني بالود يسمو ولو تجاوز الحبيب
فما بال الصغائر بيننا كبرت كأنها الجبلُ
ليتها تفصح أهو الدلال أسألها
أم هو عشق هذا الزمان ديدنه المللُ.
ابداً ما عهدت حالها يوماً هكذا
بل وردة البستان يحمى حسنها الأثلُ
الحب أيها الخلان لا استمرار له
إلا إن اعتراه من صد الحبيب زعلُ
غير أني كنت ضحية وهْم أذلّني
لأصحو وإذا بقلبي يعبث به الهزلُ
هكذا صار الحال بهذا الزمان
ضاع به الوفاء فارحل أيها الرجلُ
بقلمي: د.عوض العقلة الزعبي
تعليقات
إرسال تعليق