بقلم الشاعر /حسام الدين صبري

لاتنتظر
    ___________________________________                        

 لاَتَنتَظِرْ أنْ يشدُو النجمُ 
       في لَيلِكَ
 بِغيْرِ الحُزنِ لا تنتظِر
لاَتَنتَظِرْ أنْ تُسَافِر مَعَهُ مَرةً 
في تَرنِيمةِ. القَمر لاَتَنتَظر
أنْ يَخُط لَكَ رِسَالةَ شَوقٍ
أو يَبعَث عَنهُ الدموعِ لِتَعتَذِر
 لا تنتَظِر يَاقَلبي لاَتَنتَظِر
  لا تنتظِرْ يَأتِيكَ رَاجِيًا 
  وبعدَ حِرمَانِكَ يُهدِيكَ
       طَيبَ الثَمرْ
   فَلو كَانت لَهُ عَودةٌ 
لَعَادَ حِينَ الصَرخَةِ التي 
      رقَ بِهَا الحَجر
 لَعَادَ قَبلَ أنْ تَموتَ الأزهَارُ  
           وقَبلَ 
 أنْ تَذبلَ الأحلامُ وتَندَّثِر
لَعَادَ حِينَ كَانَ يَجلِدُكَ الشِتَاءُ
وتَتَسَولُ الدِفء ويَقتُلُكَ السَهر
حِينَ كُنتَ تُوَزِعُ إرثَ الدموع
  دَمعَةَ شَوقٍ ودَمعَة نَدمٍ 
  ودَمعَةَ رجَاء أنْ يَتَغَّير
       هَذا.القَدر
 لَعَادَ بينَ يَديكَ بَاكِيًا وأفنَى  
     وأفنَى العُمرَ يَعتَذِر
وأعْلَنَ في مَيدَانِ الدُنيا 
أنهُ مَهزُومٌ بَعدَكَ وأبدًا
       لَمْ يَنتَصِر
 لاَتَنتَظِر. يَاقَلبي لاَ تَنتَظِر
مَنْ أوهَمَك أنَ الرَبيعَ مَرتَينِ
وأنَ سَحَابَةُ الصَيفِ تَحمِلُ
      في طَياتِها المَطَر            
مَنْ أوهَمَك أنَ الذِي اعتَادَ 
الرَخِيص سَتُغنِيهِ فيكَ الدُرَرْ
مَن اعتَادَ قَتلَ الفَجرَ بِيدَيهِ
  ويُبرِأ سَاحتَهُ ويَتهِمُ القَدر
 لاَتَنتَظِر يَاقَلبي لاَ تَنتَظِر
     إنْ حَلَ بِكَ الظَمأ 
أنْ يَأتِيكَ بِشَربَةً أو يَأتِيكَ
        يَومًا بِخَبر
  لا تنتَظِرْ يَاقَلبي وكُفَ 
 عَن عِنَاقِ الذكرَيَاتِ
    ومُعَاتبَةِ الصِور
هَلْ سَتَفرَحُ بِعَودَةٍ كَاذِبَة 
هل مِنَ الصَقِيعِ سَيأتي الدِفء 
        وهل الذِئَابُ
سَتَشدو يَومًا فَوقَ الشَجر
       أم أنكَ اعتَدتَ
الوَهمَ في عَينَيهِ والسرَاب
واعتَدت السَفر بلاَ سَفر
 لا تنتظِرْ يَاقَلبي لاَ تنتَظِرْ 
مَاحِيلَةُ دُموعِكَ والأمَاني 
         بَينَنا تَحتَضِر
أنَا لاَ أزرَعُ فِيكَ اليَأس بَل 
أزرَعُ عَزمًا لتقوى وتنتصر
لاَيُرجَى الخَيرُ أبدًا مِن لَئِيمٍ 
ولاَ يُرجي الوفَاء مِمَن غَدر
 مَاالذِي تَحمِلُهُ رِيَاحُهُ
       إن أتت لِأرضِكَ
غَيرَ أنَهَا تُطِيحُ بالأغصَانِ
مَاتَرجُوهُ مِن عَاصِفةٍ لاَتُبقِي
        لاَتُبقِي ولاتَذَّر
    لاَ تَنتَظِرْ يَاقَلبي وأبشِر 
فَمَوسِمُ البُكَاءِ قَصِيرٌ إن حَلَّ
         بِعَينِكَ وحَضَر
رُبمَا تَشعُرُ الآن أنَكَ مهزُومٌ 
كُلمَا أمسَكتَ بِصُورَتِهُ تَرتَجِف
       وتَشعُرُ بِالخَطَر
   ذَاتَ يَومٍ سَتَعلَمُ أنكَ 
الفَائزٌ الوحِيدُ حِينَ أوقفت
 نَزِيفُ أيَامِك وحِينَ الظَمَأ
 لَم تَلهَس خَلفَ بقَايا النَهر
  لاتنتَظِر يَاقَلبى لاَتَنتَظِر
ولاَ تُبقِيهِ في جَسدِكَ فَالعِلَةُ
إن بَقِيت بِجَسدٍ لَن يَنهضُ 
سَيَعِيشُ العُمرُ في وهنٍ
           مُنكَسِر
إنْزَعْهُ مِنَ الشُريَان مِنَ القَلبِ 
مِنَ العَينَين اترُكْهُ لَحنا بلا وَتر
 لاَتَنتَظِر يَاقَلبي لا. تَنتَظِر
فَإن أتَتْكَ الشَمسُ عَلى يَدَيهِ 
        سَتَأتِيكَ مُكَبَلَة 
وإن أتَاكَ الَليلُ في عَينَيهِ 
       سَيأتِيكَ بِلاَ قَمر
انجُ بِنَفسِك منَ الهلاك ومن
           يَدٍ تَقتُلُ 
 الفَجرَ والمُنى فَمَن يَنجُو 
بِنَفسِهِ مَاضَلَّ أبدا أو خَسِر   
  لاَ لاَ تَنتَظِر ياقَلبي لاَتَنتَظر  
___________________________________
حسام الدين صبرى/
         ديوان/قال لى سنلتقي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر / حسن علي النشار

بقلم الشاعر/أيمن الصاوي

بقلم الأديب الشاعر/د. الشريف حسن ذياب الخطيب