بقلم الشاعر /حسام الدين صبري

التَقَينَا
___________________________________

التَقَينَا أصبحَ الوجُودُ
   من ورودٌ وأنغَام
شَدتْ العصَافِيرُ ولِشدوها
         ألفُ مَقَام
واستَبَحنَا كَأسَ الوَصلِ 
في زَمَنِ العَطَش المُقَام
غَزَونَا حدوداً وجسُوراً
وأقَمنَا الَليلَ أشوَاقًا وغرَام
وسَكِرنَا والمُنى يُعَانِقُ الدُنيا
والجِراحُ في الصَدرِ بَرداً
        بَرداً وسَلام
التَقَينَا وبِالقَلبِ أحزَانٌ كَانت
         وآهَاتٌ وآلام
والعُمرُ خرَابٌ وقُصُورُ الأحلاَمِ
           هُنَا حُطَام
 شُفيَت جِرَاحُنَا وأحيَينَا
        تُرَاثَ الهَوى   
وبَرَّأنَا سَاحتَهُ مِن كُلِّ اتهَامٍ
التَقَينَا فَلا قَلقٌ ولا خَوفٌ
مِن لِصٍ سَيأتِي يَسرِقُ مِن
        أيدِينَا الأيَام
ولاَ كَهفٌ مُظلِمٌ بعدَ اليَوم
نَختَبيءُ فيهِ فَأحلامُنَا نُورٌ
   كَالشَمسِ تَكرهُ الظلاَم
لاَتَقُولي كَيفَ كُنا وكَيفَ
عِشنَا وكَيفَ نَرُدُ مَاسَرقَهُ
     مِن أيدِينَا الزمَان
دَعِي المَاضي يَنهَارُ ويَفنى
   وامنَحِيني الحَاضرَ  
    دَعكِ مِن كُنَا وكَانَ
وقُولي لي مَاذا سَتُهدِيني
 مِن حَدِيقَتِكِ طَيِّبَةَ الثَمرِ
وكَيفَ أوَاجِهُ جيوشَ عَينَيكِ
 وأنَا قوتي أمَامهُما استسلام
          واسألِيني
 كَيفَ أوَلِِّيكِ عَرشَ النِسَاء
وأحِبُك في الَليلَةِ ألفَ عَام
لاَ يَعنِيني لِمَ تَأخرَ اللِقَاء 
   ومَتى أمطَرت السمَاء
يَعنِيني فقط أنكِ مَعِي الآن
    إنْ كانَ تَصوُّفي فيكِ
          سُنَةَ عِشق
       فَتذَّكُر المَاضي 
في حَضرةِ عَينَيكِ حرام
      لاَيَعنِينِي مَامضَى
 يَعنِيني قَلبُ بَعدَ ضَلالٍ 
       اهتَدَى.واستقَام
  أنَا رَجُلٌ لِي في الشِعرِ 
       عَاصمَةُ صُغرَى
ولِي في الهوى بَعضُ الكَلاَم
      لاَ أكتُب الشعرَ إلا
  في امرأةٍ ذِي سُلطَةٍ ومقَام
  أنَا لا أُؤجِرُ قَلمي للِنِساء
   فَمَا اعتدتُ السَفرَ أبداً 
          بِلا عُنوان      
فَبَعضُ الشِعرِ يُنقَشُ عَلى
          جِلدِ امرأةٍ، 
والبَعضُ الآخر يَتُوهُ بِالزِحَام
       حِينَ التَقَينَا 
أدركتُ أنَّ مَاكَتبتُهُ قَبلكِ
      لَمْ يَكُن شِعراً 
وأنَ هَيَامي في غَيرِكِ أنتِ
         لَم يَكُن هَيَام     
فَهُنَاكَ فَرقٌ بينَ مَايَنقُشُهُ 
    القَلبُ في عَينَيكِ 
وبينَ مَا خَطَهُ القَلمُ عَلى
       صفحَاتِ الأيام
أدركتُ أنَّ اسمَكِ الجُملَةُ 
    المُفِيدة في أشعَاري 
حِينَ أكتُبُهُ تَنفَجرُ المعَاني 
       ويَطيرُ الحمَام
يَا امرأةً فَرضَت عَلى الأرضِ
  مَواسِمَ العِطرِ والبَيلسَان
         حِينَ أحبَبتُكِ 
انهَارت مُدنُ اليَأسِ وانتَهَت 
        عصُورِ الظَلام
   لِي في عَينَيكِ أمنِيَةٌ
 مَاسَكنت قَلباً ولاَ حَلَّت بِرَوحٍ 
  ولاَ خَطهَا قَلمُ منَ الأقلاَم 
  أنْ أبقَى وطنُكِ وألاَ تُفكِري
          فِيمَا مَضَى 
ونُغيرُ معاً لَون الليالي والأعوام 
    هذهِ أمنيَّتي بعد عُمرُ 
     منَ الصراعِ والأوهام
  فَمنحِيني الشمس بعد الغيوم
وأعيدي لِمُدني عصورَ السلام
  وإن كُنتِ ذي قلبٍ تَرفقِي
  وابقيني على قيد عَينَيكِ
  وامحِ من الصدرِ بقايا الألام
 وامنحِيني السُكنَة بعد التَشرُدِ
        آنَ للعُصفُور الغربب
 أن يهدأ بينَ زرَاعَيكِ وينَام
              
_________________________________
حسام الدين صبرى/

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر / حسن علي النشار

بقلم الشاعر/أيمن الصاوي

بقلم الأديب الشاعر/د. الشريف حسن ذياب الخطيب