بقلم الشاعر /حسن المستيري

ولّى زمان الوغى و الحقّ عنترة

                            (بحر البسيط)

أردتها مجاراة لقصيدة " لا يحمل الحقد من تعلو به الرّتب " لعنترة ابن شدّاد .

ضاعت نواميس أهل العلم و الخُطبِ
إذ عمّ في النّاس جهلٌ ضارب الطّنبِ

فالعلمُ حِكرٌ لِمَنْ فاضت خزائنه
و العلمُ داءٌ لمن للفقر مُنْتَسَبِ

يختالُ فينا سفيهٌ و الرّويبضة
بتّوا القضايا بلا لوم و لا شَجَبِ

ولّى زمان الوغى و الحقّ عنترة
فالسّيف و الخيل و الخيّال في الكتبِ

جُرْنَا فما عاد بالمقامات يُعْتَرفُ
إنّا لعمري بلا وعي و لا أدبِ

لا شيخنا يُحْتذى يوما بحكمته
يهديكَ قصرا من الأوهام في السّحبِ

فضًّا غليظًا بلا دينٍ يقوّمه
و العدل قد تاه بين الظّلم و الكذبِ

قد ساد مَن ليست الأخلاق معدنه
بالحقد يعلو مقاما جار بالرُّتَبِ

الأرض ضجّت من البغضاء و الفتن
مادتْ وأخلاق خلق الله في عُجَبِ

فالحبّ ما عاد عُذريا كسالفه
حوراءُ باعت فتاها دونما سببِ

لا مهر تبغي و إن أُعْطَتْ بلا ثمنِ
لا مهر عبله بحُمْرِ النُّوق و الذّهبِ

بالوهم قادوا نواصينا بنوا العجم
والقوم فينا غثاءٌ هام باللعبِ

مالٌ و جنسٌ و أعراضٌ ستنتهكُ
صاغوا منصّات عهرٍ قيل بالحجبِ

العهر عرفٌ و إن غابت ملامحه
تُجْنى نقودٌ بلا كدٍّ و لا تعبِ

مِن لحمها كيف تقتات اللّئيمة أ
ما أرغموها و قد كانت بلا نسبِ

طوبى لعبس كرام النّسل من ذهبِ
سيلا إذا ماد ضوء الشّمس مُحْتَجَبِ

للأرضِ فجرٌ و إن أمسيتُ مُغتربَا
للقوم فخرٌ و للأجيالِ و العربِ

مِلْ جُلْ و سَلْ مَنْ نَهَلْ بَلْ مَنْ وَجَلْ لَمَعَ
حرفٍ كطرفٍ قَتَلْ عَدُّه كَالشُّهُبِ

ما ضِفْتُ بيتًا و لا حَرْفَانِ عنترة
حفظُ المقاماتِ نبلٌ ليس بِالعَطَبِ

بقلمي حسن المستيري
تونس الخضراء

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر / حسن علي النشار

بقلم الشاعر/أيمن الصاوي

بقلم الأديب الشاعر/د. الشريف حسن ذياب الخطيب