بقلم الأديب/حسن المستيري

غزّة

في غزّة
الحزن غير الحزن
من بين الرّكام ينبت و الأشلاء
يانعا ، شامخا
كشجيرات الحنّاء
في غزّة
تُخضَّبُ بالحزن
مَن زَفّت شهيدها
و فردت قامتها في إيباء
للحزن في غزّة عيون
تبكي علينا
و تعلّمنا البكاء
للحزن ثغر تجده
مرّة للثّكالى يبتسم
و مرّة للأطفال
يرتفع صوته بالغناء
للحزن في غزّة يدان
تشدّان عزم المجاهدين
و ترتفعان لله بالدعاء
إلهي المدد المدد
يا واحد يا أحد
للحزن ما للحزن في غزّة
سوى الأنفة و الكبرياء

في غزّة
الأرض غير الارض
فكلّ من في جوفها
باذن ربّهم أحياء
سواء من بأنفاقها تحصّنوا
أم كانوا شهداء
في غزّة الأرض غير الارض
تنطق عزّة
و تُسقى بالدماء
رواسيها أولي بأس
كالجبال بل أشدّ
ثباة و ولاء
في غزّة
تحبل الأرض
تنجب أبطالا أشاوس
تفرح ، تحزن
ككلّ النّساء
و الأرض في غزّة غير الارض
مهابة لا يطأها إلا الشرفاء 

في غزّة
حتى الموت غير الموت
شريف ، نبيل
يقطفنا كالورود
في كل زمان و حين
ليصنع من أرواحنا
طيب هذه الأرض
تشمّ رائحته أينما ولّيت
في الأسواق ، في دور العبادة
و حتى في البيت
في غزّة
الموت غير الموت
بريء كالاطفال
يرتاد المدارس
يركب المراجيح و الدرّاجات
يفرح بالألعاب و الدّمى
يحب الحلاويات
و الموت في غزّة
يصاحبنا و يصحبنا
في الطرقات
و يزور معنا 
قبور شهدائنا
و يرقد مع الجرحى 
في المستشفيات
و الموت أحنّ علينا 
من بني جلدتنا 
يحفظ العهد 
و يرعى الذكريات
في غزّة
لا شيء يشبه غزّة
هي أجمل الجميلات
أعظم المقابر
و أكبر المعتقلات

بقلمي حسن المستيري
تونس الخضراء

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر / حسن علي النشار

بقلم الشاعر/أيمن الصاوي

بقلم الأديب الشاعر/د. الشريف حسن ذياب الخطيب