بقلم الأديب /تيسير المغاصبه
(في عتمة الحافلة )
سلسلة قصصية
بقلم:
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
-١-
زيارة
غير متوقعة
كانت تجري مع الاولاد والبنات برشاقة ،ينظرون إلي من فتحات بيت الشعر "الخيمة" ويهربون .
أما هي فكانت تبتسم متأملة وجهي الذي كان في مواجهتها عندما تطل،
كانت ترتدي المدرقة السوداء "زي شعبي قديم ".
لم تخفي المدرقة طفولتها النشطة، لا أعلم ماالشيء الذي لفت إنتباهي واهتمامي إليها ،
عندما ذهبت ،نهضت ،وقفت أمام الفتحة ،وعندما ظهرت الطفلة وأطلت من جديد تفاجأت بي أمامها ،أبتسم لها ،شعرت بالحياء ،أخفت شفتيها بواسطة كفيها ،كانت موشومة بطريقة زادت من جمالها البدوي النادر.
كان الوشم يبدأ من طرفي عينيها الواسعتين ويمتد ليصل إلى أذنيها.
مديت يدي لمصافحتها، لكنها لم تصافحني خجلة.
وضعت يدي في جيب جاكيتي وأخرجت منها علبة حلوى حديدية ،مديتها إليها ،ترددت قليلا ،ثم مدت يد مرتعشة وأخذتها وذهبت تجري.
كان المسافرون قد تركوا بيوت الشعر والخيام وجلسوا في الخارج في محاولة للهرب من إزاج الذباب الكثير ،أما أنا ففضلت البقاء في الخيمة مترقبا إطلالة الطفلة البدوية في كل حين؛حقيقة لا أعلم ماهو الشيء الذي يجذبني إلى الأطفال.
فأنا شغوفا بهم حد الهوس.
كنت متشوقا لرؤية الوشم الذي يزين عينيها ؛ حقيقة أني أحببتها.
أطلت من جديد،أشرت إلها بيدي معبرا عن اعجابي بجمالها وقبلت أطراف اصابعي بحركتي المعتادة عليها ومعناها :" أنت جميلة ".
إبتسمت سعيدة ،قلت لها:
-ماأسمك؟
أجابت بتردد:
-اسمي نوفه؟
قلت :
-أنت جميلة يانوفه؟
كسى وجنتيها الاحمرار بينما كانت تخفي فمها من جديد ،مديت يدي ثانية من الفتحة طالبا مصافحتها ،وهذه المرة مدت يد خجلة ،مترددة ،مرتعشة ،إنحنيت وقبلت يدها ،لكنها جذبت يدها بسرعة كما وأنها تعرضت للسعة من جمرة،وهربت من جديد.
(يتبع....)
تعليقات
إرسال تعليق