بقلم الكاتب /محمد المهدي

(( من القلب ))
بقلم/ محمدالهادي
..
..
..
-- قلوب --
نتحدث جميعنا بلسان واحد 
عن رقة القلب والتسامح والعفو عند المقدرة .. ولكننا نتفاوت فيما بيننا عند التطبيق الفعلي لما ذكرناه من قيم وأخلاقيات طالما شدونا بها عند موقفنا موقف الناصح الأمين ... ولكن عندما نقف فى الجانب الآخر نصبح وكأننا أشخاص آخرون تماما ..  
تجدنا لا نستطيع حرفيا مقاومة رغبتنا فى الغضب ونيل مانراه حق أصيل لنا لا يجب المساس به من قريب أو من بعيد ..
وحقا لا ينكره أحد نحتاج حينها إلى من يقف أمامنا موقف ( الناصح الأمين ) .. وبالفعل إذا تواجد هذا الشخص وأرسله الله إلينا فى الوقت المناسب .. نجد أنفسنا عدنا إلى صائبة الأمور ؛ لما نملكه فى نفوسنا من المباديء التى نصحنا بها غيرنا .....
إلى هنا والأمور كلها طبيعية .. فكلنا نغضب ونثور ونخاصم ونقاطع ...
ولكن ما ليس طبيعيا أبداااااااا ..
أن تكون غشاوة قلبك وقسوته هى الشىء المتأصل -- والعياذ بالله --
فى نفسك المريضة ...
فمن أعظم درجات هذه الغشاوة أن تكون أنت المخطىء الأحمق وترسخ فى أعماق نفسك المريضة أنك صاحب الحق وأنك المعصوم من الخطأ دائما وأبدا ... 
والأكثر جرما من هذا .. عندما يطالبك من أخطأ بحقك أن تتنازل وتبادر بالصلح لدوافع يثق كل الثقة أنك تملكها دونه .. وهذه الدوافع بعيدة كل البعد عن معتقداته .. وأهونها .. شراء خاطر أحد ما ..
وعندما ترفض هذه المبادرة للصلح حفاظا على عزة نفسك تجده يبدي كل ما يملك من الحمق والغطرسة فى كل لقاء يجمعك به سوء حظك ..
ولا نملك إلا أن نقول :
صدق رسولنا عندما قال :
" خيركم من يبدأ بالسلام "
فاللهم اجعلنا ممن وصفهم رسولنا الهين اللين :
" رحم الله كل امرؤ هين لين " وحرم أجسادنا عن النار ، وباعد بيننا وبين من تقسو قلوبهم حتى على فلذات أكبادهم .. وثبتنا على ما نشأنا عليه من قوة التسامح وصلابة اللين ومتانة العفو واجعلنا أقوى من نفوسنا ولا تغلبها علينا. 
والله المستعان.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر / حسن علي النشار

بقلم الأديب الشاعر/د. الشريف حسن ذياب الخطيب

بقلم الأديب الشاعر /محمود عمر ابو فراس