بقلم الأديب الشاعر /د. عوض العقلة الزعبي

" مع شقيقتي ومصابها الجلل" 

 أخيتي كفى بالله لا تبكينْ 

دميعاتك فطرت قلبي واختل الوتينْ 

كم قست عليكِ نوائب الدهر 

بكيتِ من قبل بعلك ونجلك والوالدينْ 

وها أنت تبكي أبا رعد وقد ترجل 

وهوى بسرعة البرق وما كنتِ تدرينْ 

تسألين عنه تحسبيها وعكة أصابته 

وقد أمسى بين اللحود دفينْ 

آه يا أخيتي كم اعتصر القلب ألماً 

نحاول إخبارك النبأ وقد قضى بعلم يقينْ 

ضممتك والحسرة تحرق كبدي 

ودموعنا تلاقت بلواعج قلب حزينْ 

وجلسنا تروين لنا سيرة حياة 

مضت بحلوها ومرها فزاد الحنينْ 

لماضٍ يحمل بطياته عذاب آلام جسام  

وتوالت تحمل بؤسها غبار السنينْ

رحنا نغوص بأعماق الدهر وتروي لنا

عن محطات مرت وذكراها ألم وأنينْ 

تبكين تارة وتبتسمين أخرى 

على نهفات الأحبة التي كنتِ تروينْ 

جلل المصاب طغى واستباح جلستنا 

ألم الفراق قاتل وبالله نستعينْ 

لا تحزني أخيتي وقد قال سبحانه 

عند المصاب "وبشر الصابرين " 

هو قدر الله نرضى به حمداً

ولنا الأجر وهو لنا المعينْ 

أخيتي دمعاتك علي غالية 

أفديها لأجلك بكل ما هو غالٍ وثمينْ 

قدري رافقتني الأحزان وآلامها 

تطل علي بفقد عزيز كل حينْ

أحصيت لتوي تسع من فواجع الشقيقات 

مرت وذكراها تسري بدمي والشرايينْ 

رحماك ربي النوائب أرهقتني 

وما عاد الحال كعهده وانحنى الجبينْ.

بقلمي د.عوض الزعبي